اللحوم الحمراء بعيدة المنال حتى في العيد!؟
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

اللحوم الحمراء بعيدة المنال حتى في العيد!؟

خرجت اللحوم الحمراء عن موائد غالبية السوريين منذ عدة سنين، سواء كانت لحوم الغنم أو العجل والبقر، وذلك بسب ارتفاع أسعارها الكبير المتتالي خلال السنين الماضية، وصولاً إلى العجز عن شرائها واستهلاكها إلاّ لكل من رحم ربي من الأغنياء والمترفين.

أصبحت الفرصة الوحيدة أمام المفقرين من أجل استهلاك هذه النوعية من اللحوم تتمثل بمناسبات العيد، وخاصة عيد الضحى، الذي من الممكن أن تتاح خلاله، لبعضهم ربما، أن يستعيدوا ذاكرتها وطعمها، لكن لهذا العيد طعم آخر من الأضحيات على ما يبدو!

اللحوم الحمراء خارج الرقابة السعرية أيضاً!

مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك ما زالت تصدر نشرات أسعارها الدورية بالنسبة للخضار والفواكه، وكذلك بالنسبة للفروج والبيض، لكنها توقفت عن إصدار نشرات الأسعار الخاصة باللحوم الحمراء.
وبغض النظر عن التفاوت السعري بين الواقع السعري في السوق وواقع هذه النشرات، إلاّ أن ذلك يعتبر مؤشراً عن الاعتراف الرسمي بخروج هذه المادة عن حيّز الاستهلاك بالنسبة لعموم المواطنين، وكذلك ربما يكون مؤشراً على خروجها من حيّز الرقابة والمتابعة أيضاً.
فآخر نشرة أسعار تضمنت أسعار اللحوم الحمراء من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق كانت بتاريخ 6/4/2020، حيث تم تحديد سعر كيلو هبرة الغنم الشقف بمبلغ 7200 ليرة، وسعر كيلو هبرة العجل شقف بمبلغ 6200 ليرة.
وتوقف صدور النشرة منذ ذلك الحين وحتى الآن، يعني أن التموين رفعت يدها تماماً عن هذه المادة وتسعيرها.

الحيتان والأسباب المتعددة

لا يمكن أن نغض الطرف عن أسباب غياب هذه المادة عن موائد السوريين.
فمن أسباب ذلك المباشرة، ارتفاع سعرها بالمقارنة مع القدرة الشرائية للغالبية من المواطنين، بالإضافة إلى أن هذا الارتفاع المتتالي مقترن بارتفاع أسعار الأعلاف على المربين، واحتكارها كما غيرها من المواد من قبل بعض التجار.
أما السبب الآخر فهو مرتبط بالتهريب، فالثروة الحيوانية، أغنام وعجول وبقر، لم يتوقف تهريبها طيلة السنوات والعقود الماضية، بالإضافة إلى تراجع أعدادها بنتيجة ظروف سني الحرب والأزمة. ناهيك عن فترات السماح بتصديرها أيضاً، بغض النظر عن تلبية احتياجات السوق المحلية.
وكل ذلك لم ينعكس على مستوى تدني نسبة المعروض من اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية فقط، بل الأهم، أنه لم تتح الإمكانية لتعويض النقص بتعداد القطعان، أما المستفيد من كل ذلك فهي شريحة حيتان التهريب والتصدير فقط لا غير.

هل سيكون هناك أضاحٍ هذا العيد؟

آخر ما حرر بشأن اللحوم الحمراء، أن هناك دراسة جديدة لأسعار اللحوم الحمراء (غنم) بحسب ما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام على لسان رئيس جمعية اللحامين في دمشق خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد ارتفاع أسعار الأعلاف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أسعار هذا العام ارتفعت عن مثيلتها في العام الماضي بأكثر من 200% حتى الآن.
وبحسب موقع الاقتصادي الأسبوع الماضي، فإن سعر كيلو الخروف الحي حالياً وصل إلى 5700 ليرة، لكن الواقع الحالي يقول: إن هذا السعر ارتفع أكثر من ذلك حتى الآن، ولا أحد من الممكن أن يتوقع ما سيصل إليه هذا السعر حتى موعد عيد الأضحى القادم، وهو ما أكده رئيس جمعية اللحامين أيضاً!
الشعرة التي قصمت ظهر البعير قبيل قدوم عيد الأضحى، كانت من خلال ما تم فرضه من قبل محافظة دمشق على من سيسمح له من اللحامين لممارسة عمليات ذبح الأضاحي، حيث فرضت على هؤلاء دفع مبلغ 40 ألف ليرة لممارسة عملهم بشكل قانوني.
وبناء على كل ما سبق، ربما أضحية العيد سيتجاوز سعرها مبلغ 300 ألف ليرة.
وبعد ذلك نتساءل، مع المفقرين الذين ينتظرون العيد عسى يحظون بجزء من لحوم أضاحيه:
هل ستكون هناك أضاحٍ هذا العيد، أم أن الضحية الوحيدة المقدمة قرابين على موائد الحيتان سيبقى المواطن المفقر؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
975
آخر تعديل على الإثنين, 20 تموز/يوليو 2020 15:13