مدينة هنانو.. الوعود الكهربائية على لوح بوظ!

مدينة هنانو.. الوعود الكهربائية على لوح بوظ!

معاناة الأهالي في منطقة هنانو مع الكهرباء ما زالت مستمرة، حالهم كحال بقية أهالي المناطق المحررة المنسية في محافظة حلب، برغم كثرة الوعود وتكرارها على مسامعهم طيلة السنوات الماضية عن تحسين واقع التزود بالطاقة الكهربائية، لكن مع الأسف ما زالوا مضطرين للرضوخ الى استغلال أصحاب الأمبيرات.

غالبية القاطنين في المنطقة هم من العاملين، الذين أصبحوا تحت خط الفقر بأشواط، وما يزيد من بؤس حالهم هو استنزافهم لقاء التزود بالطاقة الكهربائية من خلال تجار الأمبيرات، بسبب التقصير الحكومي، سواء بسبب عدم ايصال التيار الكهربائي لبيوتهم، أو بسبب عدم ضبط جشع هؤلاء التجار.

حديث الناس

في زيارة لمراسل قاسيون لمدينة هنانو ذات الطابع العمالي في محافظة حلب التقى خلالها بعدد من المواطنين، وكانت معظم الشكاوى قد تركزت على مشكلة الكهرباء، وظلم وجشع أصحاب الأمبيرات الظاهر في استغلال هذه المشكلة.
هذه المشكلة التي تمّ الوعد بحلها مراراً خلال السنوات القريبة الماضية، بما في ذلك أثناء زيارات الحكومة المتكررة لمحافظة حلب، والتي كانت قد خصصت ميزانية من أجل تحسين الكهرباء في المحافظة عموماً، والوعود بإيصالها لمدينة هنانو خاصة، والتي ثبت أنها ما هي إلا وعود خلبية حتى الآن، حيث قال المواطنون بأنها قد دونت على «لوح البوظ»!.
أمام هذا الواقع تزايد استغلال أصحاب الأمبيرات من التجار والمستثمرين، فقد وصل سعر الأمبير لـ 2500 و 3000 ليرة سورية، وذلك بحسب مزاج التاجر وجشعه، وإذا ما شكوت من هذا الارتفاع الجائر بالسعر، يأتيك التاجر بأسلوبه الفظ قائلاً: «إذا بدك اقطاع الشريط»، وكذلك يفعل بحال تأخر أحد الأهالي بالدفع أيضاً، ولا رقيب ولا حسيب طبعاً!، علماً أن معاناة المواطنين من الأمبيرات ليست وليدة اليوم أو الأمس، وإنما هي معاناة الحلبيين منذ بداية الأزمة وحتى يومنا هذا، وخاصة المناطق الشرقية، التي لم تصلها الكهرباء بعد، مما يجعل معاناتهم من جشع أصحاب الأمبيرات أشد وطأة.
كذلك فإن المدينة تعاني من الظلام الدامس ليلاً، الأمر الذي يشجع على جذب الكلاب الشاردة والقوارض، نتيجة انعدام الإنارة، وما تسببه من ذعر وما قد تسببه من أمراض، ناهيك عن أصوات النباح المزعج ليلاً.

من التفاؤل إلى اليأس

تفاءل الأهالي بداية بالوعود المقطوعة على لسان رئيس الحكومة، فبتاريخ 3/1/2017 قام رئيس الحكومة خلال جولته مع الوفد الوزاري إلى محافظة حلب، بزيارة إلى مساكن هنانو (قسم الشرطة- بعض المدارس- العيادات الشاملة..)، وأوضح خلال الجولة: «أن الحكومة ستتابع سير الأعمال على مدار الساعة، وأن الميزانية المخصصة لتأهيل البنى التحتية وإعادة الإنتاج ستكون مفتوحة وفق الأولويات، وبما يخدم أهالي حلب ويحقق التنمية المطلوبة»، وذلك بحسب ما ورد على موقع الحكومة الرسمي.
ثم بدأ هذا التفاؤل بالتراجع لدى الأهالي، فبتاريخ 18/10/2018 ورد عبر موقع وكالة سانا ما يلي: «تتواصل جهود الشركة العامة لكهرباء حلب لإعادة تأهيل وصيانة الشبكة الكهربائية بالمحافظة، خاصة في الأحياء التي تمت إعادة الأمن والاستقرار إليها، وإيصال التيار الكهربائي للأهالي العائدين لمنازلهم وقراهم بالريف والمدينة».. وتختم سانا الخبر بما يلي: «وتبقى باقي الأحياء المحررة من الإرهاب بانتظار إيصال الكهرباء لها، ومنها: مساكن هنانو والحيدرية والهُلّك وغيرها من الأحياء لتخفيف المعاناة عن الأهالي تخليصهم من استغلال أصحاب مولدات الأمبيرات».
لاحقاً وصل الأمر إلى اليأس والإحباط، فبتاريخ 22/3/2020، وحول الاستغناء نهائياً عن بيع الأمبيرات في حلب، بيّن مدير مؤسسة نقل الكهرباء: «أنه رغم صيانة قسم كبير من الشبكة، إلا أنه قد يستمر مؤقتاً الاعتماد على الأمبيرات في بعض مناطق إعادة الإعمار، حيث حجم الأضرار كبير جداً، فهي تحتاج إلى مبالغ طائلة لتأهيلها». وذلك بحسب ما ورد عبر صحيفة البعث.
بدهيّات الحياة والحكومة!
بحسب الأهالي، فإن استمرار مشكلة الكهرباء يستفيد منها أصحاب الأمبيرات على حساب معيشتهم وضروراتهم حتى تاريخه، وكل تأخير بحل هذه المشكلة يعني المزيد من الاستغلال واستنزاف الجيوب.
والأسئلة المشروعة على الألسنة بعد كل ما سبق:
أين الحكومة من معاناة المواطنين المستمرة، ومن نقص تأمين بدهيّات مقومات الحياة؟.
ومن يريد تكريس حال اليأس من حل مشكلة التزود بالطاقة الكهربائية النظامية، ولمصلحة من؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
967
آخر تعديل على السبت, 30 أيار 2020 12:46