حتى الفقر صار مُعقماً!!

حتى الفقر صار مُعقماً!!

بما إنو عايشين بزمن الكورونا- زمن الوباء أو متل ما تم تسميتو من قِبل الصحة العالمية بـ«الجائحة»... فحبت حكومتنا هل المرة تاخد الموضوع بشكل جدّي وتدير بالها علينا على أساس... وعملتلنا الشي متل ما هو من المفروض إنو ينعمل ويلي هو «الحجر الإلزامي» مع شوية من الإجراءات الاحترازية وشوية إعلانات حتى ندير بالنا ونعرف كيف لازم نتصرف!

فبهل الحالة، الشكل الطبيعي إنو كل ربة منزل تاخد احتياطاتا المنزلية لتحافظ ع صحة أسرتها- زوجها- ولادها... وتعمل هي التعزيلة المُعتادة بس هل المرة كانت قبل وقتها بالإضافة لشوية «زيادة» مواد تنظيف ومعقمات «غير الاعتيادية» يلي كانت بالنسبة للأغلبية عبارة عن «بهارات غالية كتير».. لأنها غالية ع الجيبة وبتكسر الظهر.. متل ما بتعرفو عنا تجار الله لا يطعمون لحدا لا بيرحموا ولا بيخلوا رحمة الله تنزل... ما علينا...
موضوع التعقيم بهل الأيام مو كلمة وبتنقال... كلمة «بدي عقم بيتي» كلمة بتكسر- بتكسر الظهر والخاطر- بتوجع الجيبة... بس بالنسبة للتجار البلهموطية هي الكلمة يلي بيسمعوها من الناس المشحترة والمشحتفة ويلي خايفة ع صحتا وصحة عيلتا ومو ناقصة تخسر واحد منون حتى ما يزيد عليها القهر زيادة، بترفعلون السيروتونين «هرومون السعادة»... نفس المعادلة يا جماعة بس الفارق بيناتنا شو هو يلي عم يرتفع؟ هنن بيرتفع عندون السيروتونين وعنا بيرتفع الضغط مو أكتر! ما علينا...
لأ، علينا، بيكفينا طمع وجشع التجار يلي صاروا يرفعوا الأسعار كلشي وكالعادة صاروا بس بدون ينهبو ويستغلو الفقير قبل الغني بهل الحجر، متل كل مرة فوق أزمة- أزمة مخلوقة بتأني ودراسة جيدة، استغلال ورفع أسعار ونهب وسرقة ع عينك يا تاجر، ويلي فوق متل كل مرة كمان عاملين حالون عم يشتغلوا وعم يكافحوا وبيضلوا ليل نهار صارعين مخنا وموجعيلنا راسنا بالقرارات أو بقائمة أسعار يلي ما عم تجيب نتيجة ومتل قلتها.... بس حرام ما فينا ننكر عم يطلعوا ع التلفزيونات ويحكو أو بيمسكوا الورقة والقلم وبيطجوا توقيع ع قراراتون الخرندعية بنية رفع معنوياتو لهل المواطن الصابر والمتحمل.. بس للأمانة المواطن عم يوقف ويصفقلون كرمال يجبر بخطارون للي ما عم يجبروا خاطرنا...
إجراءات التعقيم المنزلي صارت واجب ولازمة بكل بيت... موضوع الوباء مو لعبة، وكلنا صرنا منعرف إنو إذا ما درنا بالنا ع حالنا حكومتنا مالا دايرة بالا علينا.. أي بيكفي صار المعقمات والمنظفات حقون هديك الحسبة والكحول الطبي الليتر الواحد بحدود الـ5000 ليرة ويمكن صار أكتر لك وفوقها مُحتكر ومالو موجود بالصيدليات أصلاً... ويلي فكر إنو يوصي عليه صدقوني صار بحاجة لحبة تحت اللسان...
ومن ضمن حملة «عقم بيتك» زاد علينا كمان تعقيم المُشتريات، لأنو المحلات الغذائية يلي بعدا فاتحة بصراحة ما رح تروح مصرياتها ع المعقمات كرمالنا أي مينو أنت لك عزيزي المواطن؟ بالنهاية هنن عم يغلو ويشلفوا بالأسعار لميصولنا دمنا، أي ما رح تهمون صحتنا ولوووو... لذلك زاد علينا فوق التعقيم تعقيم تاني للمُشتريات وما ننسى إنو الكحول الطبي غير متوفر ونحن عايشين بزمن الكورونا!! وهل الإجراءات الوقائية ضرورية جداً للوقاية وحلوها إذا فيكون تحلوها يا حبيباتي...
بالمناسبة، هي القصة مالا علاقة بالوسوسة أو النظافة الزايدة... الموضوع كلو وقاية بالأخير... البيوت كلها أطفال وفي بيوت فيها ختايرة ومرضى هنن أكتر عرضة للإصابة ومو لقيانين بصراحة.. ما حدا ضامن كيف بينتقل الفيروس لبيتو...
فوق الخوف والرعبة من كلمة «كورونا» صار في خوف من الفقر الزايد... الأسعار كل يوم عم تحلق بالسما أكتر من اليوم يلي قبلو مندون أية إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير... تجار ما عم ترحم هل الناس يلي انحجر عليها ويلي فعلياً الغالبية انقطعت رزقتون... في عالم بتشتغل لتعيش وتعَيش ولادها باليوم... والحرامية نازلين شفط بهل المصاري كرمال يعيشوا ولادون أحسن عيشة ع حساب ولاد الفقير...
ما بيعجبني إلا هدول يلي بيظلوا يحطوا الصور والإعلانات يلي بيحكوا فيها إنو كلشي متوفر بالسوق.. صح كلشي متوفر بالسوق بس بأسعار خيالية يلي هل الأسعار خلت لكل يشبع شهوتوا وبطنوا بالصور وبس!!
فوق الفقر- فقر زيادة.. فوق الشحتفة- شحتفة زيادة... فوق الغلا- غلا زيادة... فوق الموتة- عصة قبر بس كلو معقم الله وكيلكم!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
959
آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 14:06