يلدا جارة دمشق

يلدا جارة دمشق

تعدُّ يلدا بلدة من بلدات الغوطة، ويسكنها خليط واسع من السكان الوافدين إلى دمشق، ومن المناطق القريبة منها أيضاً كمخيم اليرموك والحجر الأسود وغيرها من المناطق القريبة الأخرى، وبلدة يلدا كغيرها من المناطق التي تأثرت بأحداث الأزمة وتبعاتها، لهذا تم النزوح منها إلّا من لم يتمكَّنوا من مغادرتها بترك منازلهم وممتلكاتهم.

يلدا جارة الفيحاء لا تبعد عنها سوى بعض الكيلو مترات تعيش الآن كغيرها من مدن الريف وبلداته حالة يرثى لها من انعدام الخدمات الضرورية لاستمرار الناس، ليعيشوا بكرامتهم، وتكون عامل استقرار لسكناهم وأعمالهم التي تعاني الكثير بسبب انقطاع الكهرباء، التي هي خارج منطق التقنين التي تعلن عنه وزارة الكهرباء ببياناتها ونشراتها، والتقنين في يلدا قد يستمر إلى ثلاثة أيام أو أربعة أيام دون كهرباء ولا ماء مما يرتِّب على السكان أعباء إضافية فوق أعبائهم التي يتحملونها، حيث تتعطل المهن والمحلات والحياة في المنازل دون اكتراث من مهتم أو مسؤول، والمسؤولون في يلدا قلائل، متمثلون بالبلدية التي يراجعها المواطنون تباعاً شارحين لها سوء الخدمات لتتم إجابتهم لهم إننا مثلكم نعاني وليس في يدنا سوى الدعاء من أجل أن تنصلح الأحوال وتتحسن، ولكن الأحوال لم تتحسن بالدعاء، وإنما تحتاج إلى أفعال على الأرض لتتحسَّن، وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق محافظة ريف دمشق وبلدية يلدا العالمة بأمور الناس وحاجاتهم للخدمات.
يمكن أن نعرض لبعض ما هو كائن في يلدا من أوضاع تؤثر سلباً على حياة الناس فيها، هناك مجرى مائي تسيل فيه مياه آسنة ومكشوف للعيان يوجد في الطريق الواصل بين ساحة الكشك وهي ساحة معروفة للأهالي وللبلدية أيضاً، وبين الطريق المسمى طريق الطواحين، ودرجة المرور في هذا الطريق كثيفة من سيارات وشاحنات ذات العجلات الثلاث، بالإضافة إلى الدراجات النارية التي يقودها الكثير من هم في سن الطفولة وبسرعة عالية، وهذا المجرى الذي تتجمع حوله القمامة بكثافة، حيث يتم ترحيلها بفترات متباعدة ولا يجري إغلاقه، مع أن البلدية قد أحضرت قساطل إسمنتية من أجل إغلاقه وإلى الآن لم يتم ذلك، فإلى متى؟ علم ذلك عند الله ورئيس البلدية.
المدارس وما أدراك ما المدارس فهي تستقبل الطلاب بمختلف المراحل بكادر تدريسي قليل، والمدارس في هذا الشتاء القارس ليس فيها نوافذ وأبواب تحمي الطلاب من برد الشتاء وحرِّ الصيف، وهناك مدارس بقيت كما هي على وضعها بدون تشغيل بسبب الخراب الذي أصابها، والتي بجهود وتكلفة ليست كبيرة يمكن إعادة الحياة لها.
في الأحاديث المختلفة مع الأهالي تسمع منهم ما يعانونه في حياتهم اليومية بسبب قلة وضعف الخدمات المتوفرة لهم، وخاصة قضية الكهرباء، التي هي أم القضايا في هذا الريف المهمل والمظلوم في حقوقه، ولكن يقولون ليس في اليد حيله- ليختم الواحد فيهم حديثه بـ«الله يفرج» كناية عن ضعف الإمكانية في تغيير واقعهم، آخذين بعين الاعتبار تجاربهم السابقة التي مروا بها ولا يريدون تكرارها بنفس المجريات والوقائع، وما زاد الطين بلة عليهم هو واقع الأسعار للمواد المختلفة التي يحتاجونها ولا يستطيعون تأمين إلا القليل منها، وحالهم هذا كحال كل الفقراء في بلدنا، فهل سيتغلب الفقراء على محنتهم التي أصيبوا بها؟ سنعيش لتلك الأيام ونرى التغيير الذي يطلبه الفقراء لحالهم وأوضاعهم ومستقبل أطفالهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
954