الطلّاب والمعاناة المزمنة مع البرد في الصفوف
بدأت معاناة الطلاب في المدارس من البرد، فقد أتى موسم البرد والأمطار مصطحباً معه أشكال اللامبالاة من قبل بعض الإدارات المدرسية التي لا تعير الطالب أي اهتمام على هذا المستوى، في الوقت الذي من المفترض فيه أنّ توزيع مازوت التدفئة للمدارس جرى خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، على أن يستكمل خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، وذلك وفقاً لمعدلات الاستهلاك المفترضة لكل شعبة صفية.
قد تكون أشهر الشتاء السابقة حتى الآن غير باردة جداً، إلا أن الأشهر القادمة تحمل معها الكثير من المنخفضات المترافقة مع الانخفاض بدرجات الحرارة كما كل عام.
فهل سنشهد بعض الطلاب وقد التحفوا بالبطانيات التي حملوها من بيوتهم داخل الشعب الصفية كما جرى خلال السنوات السابقة؟.
مشكلة عامة
المشكلة عامة ولا تقتصر على مدارس مدينة دون أخرى أو مدارس منطقة دون سواها، فبعض المدارس بدأت بعملية تشغيل المدافئ في الشعب الصفية، لكن الوقائع حتى الآن تشير إلى أن الكثير غيرها لم تبدأ بتشغيل المدافئ في الصفوف، بل إن بعضها لم يضع تلك المدافئ بالخدمة حتى الآن! الأمر الذي يعني أن التلاميذ والطلاب بدأوا عملياً بالمعاناة من البرد، والتي ستتزايد خلال الأيام والأسابيع القادمة، ومع كل موجة صقيع وكل منخفض قادم، مع كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك من أمراض قد تصيب هؤلاء الطلاب، وخاصة الصغار منهم.
ذرائع ممجوجة
قد تتذرع بعض الإدارات المدرسية بعدم تزويدها بمادة المازوت، وبعضها الآخر قد يتذرع بعدم توفر المدافئ، أو العدد الكافي منها، لكن هذه وتلك من الذرائع تعتبر ساقطة الآن، خاصة وأنّ العام الدراسي بدأ بفصله الثاني، وهذه المستلزمات من المفترض أن يتم السعي إلى تأمينها مع بداية العام الدراسي، إن لم نقل مع نهاية العام الدراسي الماضي، أما القرينة الدامغة فهي أن بعض المدارس قامت بالفعل بتشغيل التدفئة في الشعب الصفية.
أما المؤسف، فهو أن بعض الإدارات المدرسية ما زالت حتى الآن تتعامل مع موضوع البرد والشعور به من باب الامتياز والأنانية المفرطة، فالمدافئ توجد وتُشغل في بعض غرف الإدارة في حين تُمنع عن الصفوف، مع ذريعة الإتيان بمازوت التدفئة لهذه المدافئ من بيوت الإداريين، وهي ذريعة ممجوجة وقديمة ومستهلكة، والأهم أنها معيبة وبعيدة عن الإنسانية.
المسؤولية والمتابعة
بعيداً عن إلقاء التهم جزافاً، وقبل أن تقع الفأس بالرأس، لعله من المفروض على مديريات التربية أن تقوم بعملها وواجباتها بهذا الصدد، سواء على مستوى تأمين مستلزمات التدفئة في المدارس (مازوت- مدافئ)، أو على مستوى المراقبة والمتابعة على حسن استخدام هذه المستلزمات ووضعها بالخدمة والاستهلاك الحقيقي داخل الصفوف.
فالحديث من قبل أهالي الطلاب لا يقتصر عن اللامبالاة فقط، بل أحياناً يصب باتجاه الاستخدام الفاسد لهذه المستلزمات من قبل بعض الإدارات لمصلحتهم الخاصة، وفي بيوتهم وليس في المدارس.
برسم مديريات التربية في المحافظاتأشهر الشتاء
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 947