عين دابش.. قرية ليست من المريخ!
وصلت إلى قاسيون شكوى من قرية عين دابش، التابعة لمنطقة صافيتا في طرطوس، ومما ورد فيها: عين دابش قريه صغيرة تابعة لمنطقة صافيتا يقال عنها بأنها نموذجية، ولا ندري وفق أي معيار أو مقياس اعتبرت هذه القرية نموذجية؟
معلومات عن القرية
لمن لا يعرف القرية نوضح: قرية عين دابش هي قرية صغيرة جميلة تابعة لمنطقة صافيتا في محافظة طرطوس، وتبعد عنها حوالي 12 كم، كما تبعد عن مشتى الحلو بحدود 15 كم، وعن دير مار جرجس الحميراء بحدود 15 كم، وهي ترتفع عن سطح البحر ثلاثمئة وخمسين متراً، متربعة على إحدى التلال.
يقال عن القرية بأنها صاحبة العيون الخمس، وبالفعل توجد في القرية خمس عيون للماء هي: عين شاكيش، عين النقر، عين الديسة، عين ضني، جب الضهر، والتي كانت تشكل المصدر الرئيس للمياه فيما مضى. وبناء عليه ربما من الممكن اعتبار القرية نموذجية، نظراً لموقعها وجمالها وتاريخها وما يحيط فيها من آثار، ناهيك عن بساطة وطيبة ووُد أهلها.
تفاصيل الشكوى
لقد تمحورت تفاصيل الشكوى حول النقاط التالية:
مشكلة رغيف الخبز، القوت اليومي لأهالي القرية، ومواصفاته السيئة.
المشكلة المزمنة في نقص المياه في الشبكة الرسمية، ففي الشتاء يكون السبب تعطل الغطاس أو محرك الضخ، وفي الصيف والربيع يكون شح المياه هو السبب.
يفتقر مستوصف القرية لأبسط أدوية الإسعافات الأولية، فكيف الحال على مستوى بقية الخدمات التي من المفترض أن تتوفر فيه، برغم سعة بنائه وكبره، مع الإشارة إلى أن بناء المستوصف هو تبرع من أحد أبناء القرية لوزارة الصحة.
انعدام النظافة في الشوارع الرئيسة للقرية.
مشكلة المواصلات من وإلى القرية وعدم توفرها، سواء تلك التي تعمل على خط عين دابش صافيتا، أو التي تعمل على خط عين دابش دمشق.
قرية مريخية!
التعداد السكاني في القرية يعتبر صغيراً، فهو عبارة عن بضعة آلاف فقط، لكن ذلك لا يعني بالنسبة لهؤلاء أن يكونوا منسيين على مستوى الخدمات العامة، حيث ختمت الشكوى بما يلي: «هذا غيض من فيض عما يعانيه أبناء هذه القرية النموذجية، ولا أحد يعمل على الاهتمام بها ولو حتى بالحد الأدنى، وكأنها قرية من قرى المريخ!» في إشارة إلى مسؤولي البلدية ومنطقة صافيتا ومحافظة طرطوس.
ولعل حال القرية ومعاناة أهلها لا يختلف عن حال القرى الصغيرة الأخرى القريبة والبعيدة، والتابعة لمنطقة مصياف ولمحافظة طرطوس.
ونقول أخيراً: تستحق هذه القرية، وغيرها من القرى الجميلة في منطقة مصياف، أن تكون نموذجية لسكانها فعلاً، من خلال الاهتمام الجدّي بها وبخدماتها وبمعالجة شكاوى أهلها وحلها.