أحراج مصياف وتحالف الشرور

أحراج مصياف وتحالف الشرور

لم تسلم أحراج مصياف وغاباتها من تحالف شرور الإرهاب والتخريب والفساد ضدها، حيث تتعرض هذه الأحراج والغابات بين الحين والآخر لحريق يلتهم جزءاً منها، حتى أصبحت تذوي تباعاً.

فقد تعرض موقعان حراجيان في مصياف لـ»عمل تخريبي ليلي» وذلك بتاريخ 13/9/2018، حيث أعلنت عن ذلك دائرة حراج مصياف عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مرفقاً بمقطع فيديو يوثق الحريق وعمليات إخماده التي عمل عليها عاملو الحراج والإطفاء بالتعاون مع الأهالي.
مئات الدونمات
تأكلها النيران سنوياً
لقد سبق ذلك بأسبوع تقريباً حريق كبير آخر، وذلك نتيجة «القذائف الصاروخية الإرهابية التي وجهت إلى المنطقة»، بحسب مدير الموارد الطبيعية في هيئة تطوير الغاب عبر صحيفة الثورة الرسمية بتاريخ 14/9/2018، حيث «التهم هذا الحريق مساحة 500 دونم»، قبل أن تتم السيطرة عليه بعد 24 ساعة على نشوبه، «بمساعدة كل من فوج الإطفاء في محافظات طرطوس واللاذقية وحراج مصياف وفوج إطفاء حماة، واستمرت عمليات المراقبة له لمدة يومين للتأكد من إطفائه بشكل نهائي، وكانت أغلبية الأشجار المحترقة من أنواع عريضات الأوراق، والسنديان والبلوط والبلان والبطم والصنوبريات الطبيعية».‏
وقد بيَّن مدير الموارد الطبيعية أن: «عدد الحرائق الحراجية في المناطق التابعة للهيئة وصل إلى 27 حريقاً، التهمت مساحة 724 دونماً حراجياً، منها 290 دونماً أملاك خاصة، و434 أملاك حراجية، بينما وصل عدد الحرائق الزراعية من حصيد وغيرها إلى 284 حريقاً».‏
وبتاريخ 9/9/2018 أوردت صحيفة الفداء الرسمية أن: «فرق إطفاء مديرية زراعة حماة بالتعاون مع فرق إطفاء محافظتي طرطوس واللاذقية، وهيئة تطوير الغاب، أخمدت حريقاً في حراج طير جبة بمنطقة مصياف أتى على مساحة تصل إلى نحو 20 دونماً»، وقد أوضح رئيس قسم الحراج في زراعة حماة أن: «نيران الحريق التهمت مساحة من الحراج تحتوي على أشجار من السنديان الطبيعي والبطم».
مستفيدون
لا تطالهم يد العدالة
أهالي المنطقة المتضررون من هذه الحرائق ونتائجها السلبية الكبيرة على الثروة الحراجية والغابات، وعلى الطبيعة والبيئة والإنسان، دائماً يوجهون أصابع الاتهام إلى المستفيدين منها من أجل التفحيم، أو من التعدي على الحراج والغابات بالقطع الجائر من أجل التحطيب، أو لغايات أخرى تتمثل بوضع اليد أو التوسع على حساب الحراج والغابات، في المقابل غالباً ما تسجل هذه التعديات ضد المتهم المجهول الذي يبقى البحث عنه جار على قدم وساق، والنتيجة الأسوأ من كل ذلك هي: أن هذه الغابات والحراج تتراجع مساحاتها يوماً بعد آخر، والمشكلة الأكبر هي أن بعض أنواع الأشجار الطبيعية من الصعوبة تعويضها، سواء ناحية ندرتها، أو ناحية عمرها الطويل، وهي ما لا يكترث لها هؤلاء المعتدون والفاسدون والمستفيدون طالما أنهم بعيدون عن أن تطالهم أيدي العدل والقانون باعتبارهم متهمين مجهولين.

آخر تعديل على الإثنين, 17 أيلول/سبتمبر 2018 14:48