ارتفاع جديد بمستويات الجوع في العالم
تقرير جديد صدر عن مجموعة من المنظمات والوكالات الأممية، بتاريخ 11/9/2018، يفيد باستمرار ارتفاع عدد الجياع في العالم، ليبلغ 821 مليون شخص في عام 2017، أو واحداً من بين كل تسعة أشخاص، مع وجود أكثر من 150 مليون طفل يعانون من التقزم.
التقرير عبارة عن رصد لحالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2018، وقد صدر بالشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية.
22% من الأطفال يعانون التقزم
مما ورد في التقرير: «تؤكد الأدلة الجديدة هذا العام ارتفاع معدلات الجوع في العالم المشار إليه في هذا التقرير العام الماضي، وتوجه تحذيراً بشأن ضرورة القيام بمزيد من العمل، إذا ما كنا نطمح إلى القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030، وتظهر التقديرات المحدّثة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع قد ازداد خلال السنوات الثلاثة الماضية، وقد عادت المستويات إلى ما كانت عليه قبل عقد من الزمن تقريباً، ورغم استمرار إحراز تقدم في الحد من التقزم لدى الأطفال ما زال يعاني منه أكثر من 22% من الأطفال دون سن الخامسة، وتتزايد أشكال أخرى لسوء التغذية، فالبدانة لدى البالغين آخذة في التزايد في البلدان بغض النظر عن مستوى الدخل فيها، وتتعامل العديد من البلدان مع أشكال متعددة من سوء التغذية في الوقت نفسه (الوزن الزائد والبدانة وفقر الدم لدى النساء والتقزم والهزال لدى الأطفال)»
سورية خارج التغطية
فيما يخص المنطقة العربية، أشار الدكتور فراس ياسين من قسم الإحصاء بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بحسب أخبار الأمم المتحدة على هامش التقرير، بأن العراق واليمن يأتيان على رأس الدول العربية التي تعاني من نسبة حرجة من الجوع، تصل إلى 27،7% و34،4% على التوالي، وذلك مقارنة بالدول العربية الواقعة في غرب آسيا، حيث تقل تلك النسبة عن 5%، مع إشارته بعدم توفر معلومات كافية عن سورية، أما في شمال إفريقيا، فقد بلغ متوسط نسبة الجوع هناك 8،4%، وهي أقل كثير من مثيلتها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
كما تطرق الدكتور ياسين إلى تأثير النزاعات والعنف، والتقلبات المناخية والظواهر المناخية المتطرفة، على ارتفاع معدلات الجوع في العالم.
تحديات الأمن الغذائي والسلام
عن التحديات الماثلة أمام العالم ورد في التقرير: «إن التحديـات الماثلة أمامنـا مهمـة بالفعل، ولعـلّ أكثر ما يثير القلـق، هـو: ما تم اكتشـافه العـام الماضي بعدما أظهـرت التقديرات الأخيرة أن معـدل الجـوع في العالم قـد ارتفع في عام 2016 بعد انخفـاض طويـل الأمد، وقد لاحظنا في العام الماضي أن الفشـل في الحـد مـن الجـوع في العالم يرتبـط ارتباطاً وثيقـاً بازدياد النزاعات والعنـف في أجـزاء متعـددة من العالم، وأن الجهود المبذولة لمكافحة الجـوع يجب أن تتماشى مع الجهـود الرامية إلى الحفاظ على السلام، ويتضمن تقريـر هذا العام أدلةً جديـدةً تؤكد ارتفاع معدلات الجـوع في العالم، ممـا يتطلب توجيـه نداء أقوى لاتخاذ الإجراءات، وعلاوة على ذلك، وفي حين أنه يجـدر بنا أن نزرع بذور السلام مـن أجل تحقيق الأمن الغذائي وتحسـن التغذية و»عدم إهمال أحد»، يجـب علينا أيضـاً مضاعفة الجهـود لبناء القدرة على الصمـود في وجـه تغير المناخ لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية».
بقي أن نشير إلى أن التقرير كبير جداً، وفيه الكثير من المعطيات والإحصاءات والأرقام، مع الكثير من الجداول والبيانات المرفقة والمعززة بالمراجع المعتمدة من قبل المنظمات والوكالات الأممية أعلاه مع غيرها من المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة.