السقيلبية.. المياه من ضرورات العيش الكريم
مشكلة شح المياه في مدينة السقيلبية والقرى التابعة لها تعتبر مشكلة مزمنة، تكبر خلال فصل الصيف مع زيادة ساعات التقنين.
فأهالي منطقة السقيلبية والقرى التابعة لها يعانون فعلياً من قلة المياه، إذا لم نقل ندرتها تماماً، ففي مدينة السقيلبية مثلاً، وهي مركز المنطقة، هناك قلة في مياه الشرب، فهي لا تأتي إلا ليلاً ولساعات محدودة فقط.
شح مياه وتعديات
غالبية قرى المنطقة يتم تغذيتها عن طريق استجرار المياه من نبع نهر البارد، الذي شهد تراجعاً كبيراً خلال هذا الموسم، الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى نقص كميات المياه الواصلة إلى هذه البلدات والقرى، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المشكلة المزمنة في بعض القرى والبلدات أدت إلى عدم وصول المياه إليها منذ فترات طويلة جداً، وهذه وتلك من البلدات تلجأ لشراء حاجتها من المياه من الصهاريج، مع ما يعنيه ذلك من نفقات كبيرة يتكبدها هؤلاء الأهالي لقاء تأمين هذه الحاجة الحياتية الضرورية، والتي تصل أحياناً إلى 25 ألف ليرة شهرياً، بحسب أحد المواطنين، طبعاً على حساب الكثير من الاحتياجات الأخرى في ظل الواقع المعاشي المتردي.
الأمر لم يقف عند حدود تراجع كميات مياه نبع نهر البارد، بل ما زاد الأمر سوءاً هو ما يجري على مستوى التعديات على شبكة الاستجرار والنقل، والتي تزيد مفاعليها مع غياب الرقابة والمحاسبة على المخالفات القائمة على هذه الشبكة، مع عدم تغييب بعض أوجه المحسوبيات للتغطية على بعض هذه المخالفات، والنتيجة هي مزيد من قلة المياه وشحها، أما الأسوأ من كل ذلك فهو غياب العدالة في توزيع المياه المتوفرة على البلدات والأحياء.
ضرورات
لا شك أن مشكلة شح المياه المزمنة بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل حلها، اعتباراً من توفير المزيد من المضخات، مروراً بالصيانة الدورية للشبكة، وليس انتهاءً بقمع المخالفات والتعديات، مع العدالة في نسب توزيع المياه على المدينة والقرى والبلدات التابعة لها، ولعل الأهم، هو: البحث عن مصادر إضافية للمياه من أجل سد النقص نتيجة تراجع كميات مياه نبع نهر البارد، فمشكلة شح المياه لا تقتصر على حاجات الشرب والغسيل والتغسيل وغيرها من الضرورات الحياتية اليومية، بل لارتباطها كذلك مع ضرورات الزراعة والري في المنطقة ذات الطبيعة الزراعية.