أهالي دير الزور.. نريد العودة بكرامتنا

أهالي دير الزور.. نريد العودة بكرامتنا

سنوات الأزمة الست العجاف، فعلت فعلها لدى أهالي دير الزور كما السوريين كلهم، مع فوارق نسبية بين هذه المحافظة وتلك، وهذه المدينة وتلك، وحتى هذا الحي وذاك، على مستوى الدماء والدمار والهجرة والتهجير والتشريد.

إنّ حجم ما تعرضت له دير الزور كمدينة وأهاليها قياساً بحجمها وعدد سكانها يشكل نسبةً كبيرة، إذا تقدر نسبة الدمار ما ينوف عن 70% بين دمارٍ كاملٍ، ودمارٍ جزئي، بينا أقل في الأرياف.. أما الهجرة والتهجير، ففي المدينة تقدر عن نسبة عدد المهجرين من سكانها أيضاً، بحوالي 70% فمن تبقى في حيي الجورة والقصور حوالي 80 ألف مواطن من أصل حوالي 400 ألف، أمّا في الأرياف، فتختلف النسبة بين الريف الغربي الذي هو أقل تضرراً وتهجيراً من الريف الشرقي، الذي تجاوزت نسبة المهجرين منه 90% وخاصةً بعد دحر التنظيم الفاشي داعش من ريف المدينة وريفي المياذين والبوكمال.
نريد العودة ولكن.!
رغم ذلك كله، لسان حال الأهالي يقول: نحن لم نترك بيوتنا وقرانا ترفاً ورغبةً، بل هربنا من ممارسات داعش، ومن الحصار، ومن ويلات الحرب، التي أكلت تعبنا وشقاءنا، وأبناءنا، ونريد العودة اليوم قبل الغد إلى ديارنا..
لا بد أن نعود، ولكن لا تنسوا أن بيوتنا أصبحت أطلالاً مدمرة، وما زالت غير آمنة، وكل يوم يذهب ضحايا من الأهالي الذين ذهبوا لتفقد بيوتهم المدمرة بسبب الألغام التي تركها الفاشيون التكفيريون في بيوتنا.؟
لابد أن نعود ولكن، لا توجد كهرباء ولا ماء ولا مدارس ولا وسائل مواصلات، ولا أفران تؤمن أبسط لوازم الحياة لنا ولأبنائنا.؟
وكيف نعود حتى لبيوتنا المدمرة جزئياً، ولا توجد فيها(قشة) فقد التهم جراد التعفيش الأخضر واليابس، وعلناً وتحت نظر بعض المسؤولين، وبحماية البعض من المتنفذين والفاسدين منهم.؟
يجب أن نعود، ولكن لا يوجد كيس إسمنت أو قطعة حديدٍ أو خشب، أو وقودٍ، أو حرفي أو مهني، لنرمم ولو غرفةً تقينا الشتاء القارس، ولا ماء يروي ظمأنا، ولا مصباحَ نور يضيء الظلام الموحش.؟
نعم أيها السادة.!
نعم أيها السادة الوزراء والمدراء والمسؤولين، نريد العودة، لكن هل فكرتم أين وكيف.؟
نعم.. نريد العودة، وهذه رغبتنا قبل أن تكون رغبتكم، لكن أن نعود بكرامتنا، وحقنا في العيش والحياة، لا أن نُذل، وأنتم تتنعمون بخيراتنا وخيرات الوطن. نعود بقرارنا، وخيارنا.. لكن أعيدوا لنا أبسط حقوقنا المسروقة في بيوتنا ومدينتنا وريفنا.
نعم سنتسابق في العودة رغم التقصير الرسمي كله ورغم كل بؤس الواقع، لنعيد بناء مدننا وقرانا، نعود لنزرع ونحصد ونقدم الخيرات لشعبنا ووطننا، لكن ذلك لا يعني الصمت عن حقوقنا التي تغافلتم عنها!.