مناهج مدرسية غير ممنهجة
جرى خلال العام الحالي الحديث عن مشاكل المناهج التعليمية ولاسيما في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
لقد جرت العديد من الاجتماعات الرسمية، لتسليط الضوء والبحث في معرفة ماهي هذه المشاكل والصعوبات التي تعترض تلك العملية.
مشاكل قديمة متجددة!
في الواقع تبين من خلال الاستطلاعات الميدانية لآراء المعلمين والتلاميذ والأهالي، أن هناك مشكلةً حقيقيةً في هذه المناهج، وهي قديمة وما زالت مستمرة، ففي كل عام يجري التعديل على المناهج وفقاً للمعايير التي وضعت سابقاً، وعلى أساس خطة الوزارة، وتبقى المشكلة نفسها أو تظهر مشاكل أخرى مرتبطة بالتعديلات الجديدة للمناهج.
استطلاع
على هذا الأساس قامت صحيفة قاسيون بدورها، في إجراء استطلاعات لرأي المعلمين في المناهج الجديدة، لهذا العام بالنسبة للحلقة الأولى من الصف الأول، وحتى الصف السادس فكانت النتيجة ما يلي:
أولاً: بالنسبة للصف الأول: في مادة اللغة العربية، هنالك صعوبات أمام المتعلمين حسب رأي المعلمين، والتي تتمثل في ترتيب الأحرف، حيث إن الأحرف لم تأت من الأسهل إلى الأصعب، ولذلك يجب أن تكون الأحرف غير المنقوطة أولاً، والأحرف اللثوية في الفصل الثاني، بالإضافة إلى أن التهيئة طويلة مما يشكل ضغطاً على التلاميذ.
كما أن الصور غير مناسبة للدروس جميعاً، ولا يوجد ربط بين الصورة والجملة، ومن هنا يجب إعطاء الدور لدليل المعلم.
وبالنسبة لمذاكرات الصف الأول: هناك مذاكرة واحدة قبل الامتحان الفصلي، وفي ظل المنهاج المكثف، يصبح كم المعلومات المطلوبة للتقدم للمذاكرة من قبل طالب الصف الأول كبيرة وخاصة بمادة اللغة العربية.
ثانياً: بالنسبة للصف الثاني: معظم دروس اللغة العربية طويلة.
ثالثاً: بالنسبة للصف السادس: ولا سيما في مادة الرياضيات، هنالك صعوبات ومشاكل كبيرة تعترض المتعلمين، في بحث ترتيب العمليات الحسابية الأربع. فيجب أن تكون مجزئة لتسهل عملية الفهم والتحليل. تقول إحدى المعلمات: إنها أجرت سبراً على أربع شعب صفية في الصف السادس، فكانت النتيجة هي الوسط، بينما لم يحصل على العلامة الجيدة في كل شعبة سوى طالب واحد.
فهناك مواد معقدة في الصفوف كلها، ولا سيما مادة الاجتماعيات، فهي مليئة بالصور، ودروسها معظمها استنتاجية، ولا يوجد في نهاية كل درس ملخص أو نتيجة سوى في العلوم.
إلّا أن مادة العلوم بالنسبة للصف الأول تعاني من مشكلة عدم مراعاة مستوى وعي التلاميذ، وخاصة في مجال فهم المصطلحات مثل: (التكاثف- التجمد- الانصهار) أو الذرة والإلكترونات.
ختاماً وباختصار
عند القيام بعملية تطوير المناهج، لابد من الجهات المعنية في وزارة التربية أن تجري استبياناً لآراء جميع المعلمين، أو عينات منهم، وكذلك لبعض التلاميذ، بالإضافة إلى الأهالي، وفق أسس علمية دقيقة، وعلى أساس ذلك يمكن أن تُراعى مستويات الطلاب المعرفية، وأن تحدد المعايير المطلوبة التي على أساسها يجب أن تتطور المناهج.
حيث لا يجوز أن يكون هنالك في كل عام تطوير للمناهج، أو تعديلٌ لها، فهذا يعني: أن هنالك مشكلة حقيقية قائمة لم يتم تجاوزها، سواء على مستوى العملية بذاتها أو القائمين عليها.