إضرابات العمال السوريين في المهجر
إيفان علي إيفان علي

إضرابات العمال السوريين في المهجر

أفرزت الأزمة السورية وعوامل الحرب والحصار والنزوح نتائج خطيرة على صعيد البنية الاقتصادية الاجتماعية للمجتمع السوري، ومنها: بنية الطبقة العاملة السورية، التي تخلخلت وتغيرت كثيراً خلال السنوات الأخيرة.

أصابت الأزمة ظروف العمل، وانخفضت الأجور بتأثير ذلك، وتضاعفت أرقام العمال المسرحين تعسفياً بشكل مخيف، كما لوحظ التبديل في العمل والمهن بشكل كبير بسبب سوء الأوضاع المعيشية، وما يحمل ذلك من انعكاسات سلبية أكثر.
من آثار الأزمة التي ضربت الطبقة العاملة السورية بلا رحمة: قضية النزوح واللجوء إلى بلدان المهجر، وخاصة دول الجوار، ظروف ضاعفت من استغلال العمال السوريين في كل بلد لجأوا إليه. والغالبيّة العظمى من العمال السوريين يعاملون كعمال مياومين في ورشات البناء والمعامل، وفي المطاعم والمحال التجارية، والأعمال الزراعية، وورش الخياطة، ومعامل النسيج. لم تمنع تلك الظروف من نضال العمال في سبيل حقوقهم وحدثت 9 إضرابات خلال ثلاث سنوات انتصر العمال في غالبيتها.

إضرابات عمال النقل في مرسين
عانى العمال السوريين في تركيا من تدنيّ الأجور والتمييز العنصري العلنيّ بحقهم، والتسريح من العمل في أية لحظة، وكثيراً ما يفصل رب العمل العمال بعد أن تنتهي حاجته لهم، ويبقي على الفئة العاملة من الأتراك، والسبب المباشر لهذا التعامل بحسب تصريحات بعض المسرحين: عدم وجود من يدافع عن العمال السوريين في الخارج، لذلك هم معرضون لأشكال الاستغلال والضغوط النفسية كلها.
 واجه العمال السوريون هذا التعامل بالإضراب، إذ نظّمت في نهاية شهر كانون الأول 2014 ثلاثة إضرابات مطالبة بزيادة الأجور والمساواة في الأجور بين العمال السوريين والأتراك، وتحت الضغط المتواصل للعمال السوريين، استجاب صاحب العمل لمطالبهم مضطراً، حيث وعدهم بزيادة الأجور للعمال السوريين بمعدل 5 إلى 10 ليرات تركية لكل عامل، بعد أن كان العامل التركي يحصل بشكل يوميّ على 51 ليرة تركية، والعامل السوري على 35 ليرة تركية فقط، والاثنان يقومان بالعمل ذاته.

إضرابات عمال الخياطة في إسطنبول
يعمل عدد كبير من العمال السوريين في معامل النسيج وورش الخياطة التركية في إسطنبول وغيرها، وتصل ساعات العمل إلى 11-13 ساعة عمل يومياً، والأجور منخفضة جداً.
حددت القوانين التركية الحد الأدنى للرواتب بما لا يقل عن 1202 ليرة تركيّة أيّ: ما يعادل 522 دولاراً بحسب التحديثات التي أصدرتها الحكومة التركية لعام 2015، وهذه الأجور هي بصيغ قانونيّة يتلقاها العمال الأتراك في الورشات، ويدفعون عليها الضرائب، وهم مسجلون في الضمان الاجتماعيّ. بينما من النادر أن تجد عاملاً سورياً يعمل وفق عقد وراتب قانونيّ وضمان اجتماعي.
أضرب عشرون عاملاً في منطقة «زيتون بورنا» في مدينة اسطنبول بتاريخ 10/2/ 2015 بسبب تأخر رواتبهم لمدة شهرين، في إحدى الورشات الكبيرة للخياطة، وتضم عمالاً سوريين وأتراك، ويتقاضى_ كما هي العادة في بقية المناطق والورش_ العمال الأتراك رواتبهم بانتظام، أما السوريون فدائماً مصيرهم التأجيل المستمر لأيام وأسابيع، لتصبح شهرين في الآونة الأخيرة.
 وكانت أجور العمال تبلغ 1200 ليرة تركية شهرياً، ونجح العمال المضربون في تحقيق أهدافهم، وتلقوا الرواتب المتراكمة جميعها ، بالإضافة إلى زيادة على الراتب مقدارها 100 ليرة تركيّة، وأصبحت أجرة العامل 1300 ليرة تركية. كما حدث إضراب أخرى سنتي 2016 – 2017.

إضرابات في لبنان وكردستان العراق
أضرب عمال الزراعة السوريون، الذين يعملون في المزارع والبساتين اللبنانية بتأثير النزوح في السنوات الأخيرة، وحدث الإضراب الأول عام 2015 والإضراب الثاني عام 2016 احتجاجاً على مظاهر التمييز التي تمارس ضد العمال السوريين، وضد التسريح التعسفي.
تعرّض عدد من العمال السوريين لاستغلال العاملين في شركة جيلان التركية في إقليم كردستان العراق، وامتنعت الشركة عن دفع رواتبهم وأخّرتها عدة أشهر، فأضرب 40 عاملاً احتجاجاً على ذلك في 2014.

معلومات إضافية

العدد رقم:
838