تعفيش في دير الزور
ظاهرة «التعفيش» التي أتت مؤخراً على ملكيات أهلنا في دير الزور حملت معها الكثير من الآلام لهؤلاء، كما نكأت الكثير من الجروح الغائرة لدى السوريين عموماً.
فهذه الظاهرة التي انتشرت كالنار في الهشيم خلال سني الحرب والأزمة، وأتت على ملكيات السوريين في غالبية المناطق التي تم استعادتها لسيطرة الدولة، قد تكون في أحد جوانبها عبارة عن سرقات موصوفة، يقوم بها المعفشون ومن خلفهم من مستفيدين وفاسدين، إلا أنها في جانب آخر هي إجهاض للجهود المبذولة المقدمة من أجل استعادة هيبة الدولة على هذه المناطق، بما فيها من قرابين وتضحيات ودماء غالية قدمها أبناء الوطن، بعسكرييه ومدنييه.
الأنباء الواردة من دير الزور تقول: إن عمليات التعفيش طالت كل شيء من أثاثٍ منزلي وأغنامٍ وأبقار وجِمالٍ ودجاج ومواد غذائية، كانت في الأسواق والمستودعات، وحتى المؤن المنزلية، كما شمل التعفيش أيضاً، ما بقي في الدوائر الحكومية والمعامل من أدواتٍ وآلاتٍ، والأكثر بؤساً وأسفاً أن هذه الممارسات جرت على مسمع ومرأى الجهات الرسمية في المنطقة.
هذه الأنباء المتداولة والواردة من المحافظة كان لها الأثر السلبي العميق في نفوس أبناء المحافظة، كما في نفوس بقية السوريين، حيث نغصت على هؤلاء فرحة خلاصهم من «داعش» والتمكن من دحرها بعد طول معاناتهم من إرهابها، بالإضافة لما يعنيه ذلك من آثار وتداعيات سلبية أخرى، تتمثل في المزيد من صعوبات عودة هؤلاء إلى بيوتهم ومنازلهم بعد أن تم تفريغها من محتوياتها، اللهم بحال كانت هذه البيوت والمنازل قد سلمت من آثار الدمار، الكلي أو الجزئي.
وعلى الرغم من كثرة الحديث عن هذه الظاهرة شعبياً وإعلامياً، وعلى الرغم من الحديث الرسمي كله عن الرقابة والمتابعة، إلا أن واقع الحال يقول: إن المعفشين، ومن خلفَهم من قوى النهب والفساد، لهم القول الفصل على مستوى هذه الظاهرة واستمرارها على حساب المواطنين وملكياتهم، كما على مستقبلهم، والأهم أنها على حساب التضحيات والقرابين المقدمة كلها على مذبح الخلاص من الإرهاب والإرهابيين وقواهم الداعمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 834