فوضى (العودة القسرية) وطلاب الدير
سبق أن تناولت قاسيون في عدد سابق الضربة الأولى التي تلقّاها طلاب دير الزور المهجرون مع أسرهم في المحافظات الأخرى، والذين حصلوا على الشهادة الثانوية فيها، وذلك بحرمانهم من التقدم للمفاضلة العامة والانتساب لجامعتهم- جامعة الفرات - في عدد من الكليات، وخاصةً كليات الهندسة، ولم تستجب وزارة التعليم العالي ولا مجلسها العلمي لكل النداءات التي وجهها الطلاب وأسرهم.
الضربة الثانية!
تأمل الطلاب ومعهم أسرهم أن يتم تدارك ذلك على الأقل في مفاضلة التعليم الموازي، وأن يسمح لهم بالأنتساب لجامعة الفرات، وفق رغباتهم التي يستحقونها، على أن يتم دوامهم في جامعات المحافظات المتواجدين بها ريثما تنتهي معاناة محافظة دير الزور، لكن ذلك لم يتم، فكانت هذه الضربة الثانية، فاضطروا للتسجيل في جامعات المحافظات التي تهجروا إليها..
الضربة الثالثة!
كما يقول المثل الشعبي: الثالثة ثابتة.. وهذه المرة بعد صدور قرار رئاسة مجلس الوزراء بعودة العاملين في الدولة إلى محافظة دير الزور، وأن تقوم الوزارات بإعداد قوائم بذلك خلال شهر، وهذا يعني عودة غالبية أسر هؤلاء الطلاب، وبالتالي اضطرارهم للبقاء في مناطق دراستهم، وهذا سيحملهم هم وأسرهم أعباءً مالية كبيرة سواء في آجار السكن أو المعيشة، ناهيك عن مستلزمات الدراسة والمواصلات وغيرها، حيث ستضطر أسرهم لتحمل تلك المصاريف المزدوجة في سكنها في دير الزور، وسكنهم هم في المحافظات الأخرى، والسبب أنه لا يسمح لهم بالانتقال إلى جامعة الفرات إلاّ بعد مرور عام دراسي على الأقل، وفق القوانين الجامعية..!
مطلبٌ محِق.؟
توجه العديد من الطلاب وأسرهم إلى قاسيون لمساندتهم والمطالبة معهم، بالسماح لهم بالانتقال مع أسرهم إلى دير الزور، وإلى جامعة الفرات، وخاصةً أن الظروف الاستثنائية تتطلب حلولاً استثنائية، وسبق أن جرى السماح لطلاب حلب بالانتقال إلى جامعة حلب من الجامعات الأخرى كما أكدوا.. وخاصةً بعد صدور قرار باعادة افتتاح كليات الهندسة في جامعة الفرات.
قاسيون إذ تنشر معاناة الطلاب وأسرهم، تقف إلى جانبهم والسماح لمن يرغب منهم بالانتقال إلى جامعة الفرات والعودة إلى دير الزور، وهذا سيخفف الأعباء المالية الكبيرة عليهم وعلى أسرهم، وخاصة في ظروف الأزمة الحالية، وارتفاع تكاليف المعيشة والدراسة، والتي تعادل ما لا يقل عن ثمانية أضعاف دخل أسرهم، كما أنّ ذلك سيتيح لهم التفرغ للدراسة والتحصيل العلمي..
فهل ستستجيب وزارة التعليم العالي ومجلسها لمطلبهم أم أنها (ستطنش) كما المرتين السابقتين، وستكون الضربة الثالثة على رؤوسهم ورؤوس أسرهم ثابتةً كما يقول المثل الشعبي: الثالثة ثابتة!؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 832