في الرقة نيران التحالف تستهدف المدنيين

في الرقة نيران التحالف تستهدف المدنيين

البقية من أهالي مدينة الرقة من المدنيين، وبعد أن تم منعهم من الخروج من المدينة من قبل التنظيم الإرهابي «داعش»، باتوا تحت مرمى نيران وقصف قوات التحالف الدولي بالقيادة الأمريكية، ناهيك عن معاناتهم المزمنة مع التنظيم.

حتى هروب هؤلاء من هذه المخاطر يؤدي بهم إلى المزيد منها، ليس على مستوى احتمالية القبض عليهم من قبل عناصر «داعش»، وما يمكن أن يعاقبوا به «شرعياً» جراء محاولة الهروب فقط، بل على مستوى انعدام الأمان على طرق الهروب، التي أصبحت مستهدفة من قبل قوات التحالف، حتى على مستوى التحرك الفردي.
بشر وحجر
قوات التحالف الدولي بالقيادة الأمريكية ما زالت تستهدف المدنيين بغاراتها، بالإضافة لاستكمال استهدافاتها على مستوى البنى التحتية في المدينة، من مدارس ومشافٍ وأبنية حكومية وجسور، بل لم تسلم دور العبادة من هذه الغارات، فبالإضافة لاستهدافها الجوامع والمساجد، فقد تم استهداف كنيسة سيدة البشارة مؤخراً، والتي تعتبر من أهم الكنائس في المنطقة، حيث تم تدميرها بالكامل تقريباً.
أعداد متزايدة من المدنيين يسقطون تباعاً كضحايا للغارات المنفذة من قبل قوات التحالف الأمريكية، ففي كل يوم يتم تداول الأخبار عن أعداد جديدة من المدنيين كضحايا، وقد تجاوزت أعدادهم المئات خلال الأشهر الأخيرة فقط، بالإضافة لأضعاف هؤلاء كمصابين، موزعين بين الإصابات الخطرة والأقل خطراً، ناهيك عن الأضرار بالممتلكات والأبنية، في ظل انعدام الرعاية الصحية، بالإضافة لندرة مستلزمات المعيشة، لحدود انعدامها.
ليس ذلك فقط، بل استخدمت قوات التحالف قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً على أحياء المدينة، وسكانها من المدنيين، من أجل حصاد المزيد والمزيد من الضحايا.
دعم وتبادل خدمات!
وعلى الرغم من تصريحات بعض المحققين في جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة بأن زيادة الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الرقة تسبب خسارة فادحة في أرواح المدنيين، حيث قدرت لجنة الاغاثة الدولية عدد المدنيين المحاصرين في الرقة بنحو 200 ألف، وذلك في شهر حزيران المنصرم، إلا أن واقع الحال يقول بأن قوات التحالف الأمريكي، وبذريعة استهداف التنظيم الإرهابي «داعش» في مدينة الرقة، تحيل هذه المدينة إلى رماد وركام على آهليها من المدنيين، مدمرة كل سبل الحياة فيها، آنياً ومستقبلاً.
وبمقابل ذلك تم تداول بعض الأخبار التي تقول بأن قوات النخبة الأمريكية عمدت لأكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، وما سبقها، على إخلاء بعض القيادات الداعشية عبر حواماتها، في المناطق القريبة من ممرات العبور، المحمية من قبلها جوياً ونارياً، الأمر الذي يؤكد على مدى عمق التنسيق الميداني بين أمريكا وداعش، كما يؤكد على دور هذا التنظيم الإرهابي على مستوى الخدمات المتبادلة بينه وبين القوات الأمريكية وقوات التحالف على السواء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
825