مركز مياه الشيخ بدر بطرطوس.. مخالفات بحق الفقراء!
تعاني القرى الجبلية في طرطوس من مشكلة مركبة في عملية توزيع مياه الشرب على بيوت المواطنين.
أسباب هذه المعاناة تتمثل بشح المياه الجوفية في مناطق معينة، وما يرافقها من مصاعب كتمديد خطوط المياه، بسبب وعورة المنطقة الجبلية المحيطة.
سوء توزيع!
لكن هناك بلدات وقرى لا تعاني من شح في المياه، بل تعاني من سوء توزيع المياه المخصصة لهذه البلدة أو تلك القرية، وهذه المشكلة لها سببان:
الأول: وعورة المنطقة واختلاف سويات البيوت، وبالتالي المناطق المنخفضة تحصل على حصة الأسد من المياه المخصصة.
والسبب الثاني: تقاعس مراقب الشبكة عن أداء مهمته في التوزيع العادل وفق البرنامج الزمني لفتح المياه من خلال (السكر) الذي يحول تارة لهذا الحي، وتارة لحي آخر.
شكاوى
وصلت لقاسيون شكوى من بعض المواطنين من أحد أحياء بلدة (برمانة المشايخ) التابعة لمنطقة الشيخ بدر، وشرحوا فحوى شكواهم بأنهم يشربون من مياه (نبع الديرون) الذي يروي عشرات القرى في المنطقة، وأن بيوتهم مرتفعة، وتقريباً على سوية الخزانات، لذلك لا ينعمون بوصول المياه قوية كغيرهم من المناطق المنخفضة، والمشكلة ليست هنا؛ بل بالضبوط التي مورست بحقهم كمخالفات لاستهلاك مياه الشرب في سقاية بعض المزروعات البيتية الصغيرة (كحيازات منزلية) بالرغم من صغرها، مع العلم بأن قيمة كل ضبط (10) آلاف ليرة.
ويتساءلون عن سبب هذه المخالفات في تلك البيوت التي لا تصلها المياه بوفرة، بعكس البيوت المنخفضة والتي تزرع كل شيء وبحيازات أكبر؟!.
نماذج مخالفة!
أحد المواطنين من أصحاب الشكوى، ومخالف في الوقت نفسه قال: أنا جريح ومعاق، قمت بتعبئة بئر بجانب بيتي على نفقتي الخاصة، لكن قارئ العدادات أصر على أن المياه في البئر هي من مياه شرب المؤسسة، وأخذ عينة وجاءت النتيجة بأنها من مياه المؤسسة، وقام بتغريمي بـ/10/ آلاف ليرة، هذا ظلم.
وأضاف: إعاقتي نتيجة إصابتي بالجيش، الأحرى بالمدير أن يبعث لي صهريجاً، لا أن يخالفني ظلماً!.
مواطن آخر أيضاً جريح قال: ما زرعته لا يتجاوز 60 متر مربع من نباتات الفاصولياء، علها تساعدني في مصروفي البيتي، وتفاجأت بالمخالفة التي لا أقدر على دفعها، وعندما تواصلنا هاتفياً مع مدير المركز وشرحنا له حيازتنا الصغيرة، وحيازة غيرنا في المناطق المنخفضة، وعن هدر وضياع في المياه نتيجة الأعطال وسوء توزيع الشبكة، وأثناء فيضان الخزانات تذهب المياه بالوديان، وأنه هناك دونمات بالكامل مزروعة بجانب بعض محطات الضخ، وعندما طلبنا منه شطب الضبط لعدم شرعيته ولوضعنا الاقتصادي الصعب، قال لنا: أتلفوا المحصول، نشطب الضبط!!!!
«قاسيون» دائماً وأبداً مع الحفاظ على الثروة المائية، لكنها أيضاً مع أسلوب إداري متميز وعادل في توزيع هذه الثروة، وعند المخالفات، وهذا من حق المؤسسة، أن تكون المخالفات صحيحة وحقيقية وفي المكان المناسب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 824