نشاطات تهدد صحة أطفالنا في الصيف

نشاطات تهدد صحة أطفالنا في الصيف

حمل فصل الصيف قلقاً وهواجس جديدة تتعلق بصحة الأطفال بشكل خاص، والصحة العامة عموماً، فرغم كونه فصلاً للاستجمام والراحة من أعباء العمل والحياة، إلّا أن التحذيرات الطبية من أخطار تحيق بصحة الأطفال في هذا الموسم تحديداً، لفتت النظر إلى أمور لم تكن في الحسبان، وشكلت قيوداً على الأهل في اختيار نشاطات أبنائهم الصيفية.

وبما أن ارتياد المسابح كنشاط بدني، مرتبط لحد كبير بالصيف والأيام الحارة، يوازيه تناول المثلجات والمأكولات الجاهزة، التي قد تحتوي على مكونات سريعة الفساد، كعادة غذائية مرافقة لأوقات العطل والإجازة، كانت أمراض الصيف مرتبطة بشكل كبير بهذين التصرفين، اللذين استوجبا تحذير الأطباء على اعتبار أنهما مسببان رئيسيان لمعظم أمراض الصيف عند الأطفال.
أطعمة فاسدة
وتكثر في الصيف أمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والتهاب الأمعاء، وحمى التيفوئيد، المرتبطة بالتسمم الغذائي نتيجة تناول أغذية فاسدة، أو تلك الأعراض المرافقة للإصابة بضربات الشمس، إضافة لدور الحشرات في نقل الجراثيم والعدوى بين الأشخاص وإلى الأطعمة المكشوفة، فضلاً عن كون الحرارة والرطوبة في الصيف من أهم عوامل تكاثر أنواع معينة من البكتيريا في الأطعمة.
وتزيد ظروف انقطاع الكهرباء، من احتمالات فساد الأطعمة وتهيئ المناخ الملائم لتكاثر البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، أو وجع المعدة والإقياء، وغيرها من أعراض تسببها تناول أطعمة محفوظة خارج البرادات، أو متروكة لفترات طويلة بعد الطهي في درجة حرارة الغرفة، كما يزيد اتجاه الأطفال لتناول الحلويات والمثلجات المصنعة من الحليب ومشتقاته، كالكريمة والقشدة أو الجبنة، من احتمالات الإصابة بأمراض هضمية، كون تلك المأكولات تحتاج لشروط تخزين خاصة كي لا تفسد.
الشمس والطفح الجلدي
ولا تقل الأمراض الجلدية خطورة وانتشاراً عن سابقتها، حيث يمكن لعوامل كثيرة أن تسهم في تفشي تلك الأمراض، أولها حرارة الشمس التي تعد عدواً لأولئك المصابين ببعض أنواع الطفح الجلدي مثل الأكزيما، في حين تعد كل من الدمامل، وحروق الشمس، والشرى (حساسية الجلد) والالتهابات الفطرية مثل النخالية المبرقشة أو سعفة الأرفاغ (عدوى فطرية في الفخذ)، أكثر الأمراض شيوعاً خلال الصيف، حيث تسبب الحرارة الشديدة تعرق الجلد، فتظهر عليه حبوب مؤلمة (الدمامل)، وحكة شديدة في جميع أنحاء الجسم (الشرى)، وبقع بيضاء اللون، أو داكنة على الوجه أو الجسم، تشبه الخريطة الجغرافية (العدوى النخالية) أو تقرحات وحكة بين الأصابع والتي تسمى (سعفة القدم) .
المسابح.. مصدِّرةٌ للأمراض
ومن جهة ثانية، تعتبر المسابح من أبرز الأماكن الملائمة لنقل العدوى في أمراض مثل الالتهابات الجلدية الفيروسية مثل الثآليل، والمليساء المعدية، والعدوى البكتيرية مثل التهاب الأجربة الشعرية، والفطرية مثل النخالية المبرقشة.
وحول هذا، أكد أخصائي الأطفال فراس النميري في حديث إذاعي، أنه: « يواجه يومياً بين 20 لـ 23 حالة لإصابة الأطفال والبالغين بضربات الشمس، والالتهابات الجلدية واليرقان بسبب المسابح».
وبين النميري أن: « البعض قد يكون مصاباً بمرض فيروسي أو جلدي، أو حتى حاملاً لهذا المرض، وعند السباحة يقوم بنقل العدوى للآخرين من خلال التبول في الماء أو بصق ما يبتلعه من المياه، لتنتقل إلى شخص سليم عند ابتلاع الماء بالخطأ، أو بمجرد ملامسة المياه للجلد، إذا كان مصاباً بالالتهابات الجلدية”.
وعن إمكانية تقليل خطر الإصابة عبر استخدام الكلور لتعقيم المياه، قال النميري: إنه «رغم أهمية الكلور للتعقيم، إلا أنه قد يؤدي لالتهاب البلعوم إذا تم ابتلاع الماء أو قد يتفاعل مع العرق أو البول، ويؤدي للإصابة بالحساسية واحمرار العينين والتهيج الجلدي”.
وأكدت وزارة الصحة على لسان معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة هاني اللحام: إنهُ ضُبط عدد من المسابح بسبب عدم الالتزام بالشروط الصحية»، وأشار إلى أنه «يجب مراقبة كميات الكلور حتى لا تؤدي لحدوث تخرشات بالجلد وأن يكون تركيز المادة 5 ملغ /ليتر ماء».
وتابع اللحام: « يجب على من يريد السباحة غسل قدميه ويديه أو الاستحمام قبل البدء حتى لا تتلوث المياه بشكل أكبر”.
ولا يخل فصل الصيف من انتشار أمراض الجهاز التنفسي، من رشح والتهاب بلعوم، إذ يلعب الخروج من مكان مكيف إلى مكان حار- دوراً في إصابة الأطفال بالزكام، والتهاب البلعوم، الذي قد ينتج كذلك عن تناول مأكولات باردة كالمثلجات أو شرب الماء والعصائر الباردة والمثلجة.
وشهد فصل الصيف في الأعوام الماضية تفشي حالات تسمم بين الناس، نتيجة فساد الأطعمة في المنازل والمطاعم، إثر ساعات التقنين الطويلة التي كانت مطبقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
820