مجازر وحشية وضربات جوية وهمية..!

مجازر وحشية وضربات جوية وهمية..!

مع التراجع الكبير لتنظيم «داعش» الإرهابي، نتيجة الضربات الكبيرة التي تلقاها في سورية والعراق، بدأ مؤخراً يصعّد من ضرباته وهجماته.

في الفترة الأخيرة وفي محاولةٍ يائسة، للتفلت من إحكام السيطرة عليه، وفكّ الطوق عنه، وإنقاذ نفسه، وتخفيف خسائره، جنح هذا التنظيم الإرهابي، إلى مزيدٍ من التوتير والعنف الوحشي، عبر مجازر جماعية وحشية تستهدف المدنيين.
هل هو تبادل أدوار؟
في المقابل كانت هناك الضربات الشكلية والوهمية، التي يقوم بها داعموه، للإيحاء بأنهم يحاربون الإرهاب، والتي أيضاً تستهدف البنى التحتية والمدنيين، وهم بذلك يسعون لإطالة عمر التنظيم، وذلك بمساعٍ يائسة لإرباك الخصوم، أو نشر اليأس والإحباط لديهم، وإتاحة مزيدٍ من الوقت له ولهم في ذلك، لاستنفاذ فرص عرقلة الحلول والتسويات كلها على المستويات المختلفة، الدولية والإقليمية والداخلية، وتأخير الانخراط فيها، عبر تناغمٍ وتوافقٍ مباشر وغير مباشر، بين «داعش» وداعميه الأمريكيين والأوربيين.
استهدافات الطيران الأمريكي!
في الاستهدافات الأخيرة خلال الأسبوع الماضي، من قبل طيران التحالف الأمريكي لعدد من المناطق في مدينة الرقة وريفها وعلى الطرقات، أثناء هروب المواطنين من جحيم داعش، وجحيم القصف الأمريكي لحوالي 100 ألف مواطن من الرقة، استشهد أكثر من 100 مواطن، منهم 6 من عائلة واحدة، وأصيب المئات منهم.
وكذلك استهدف الطيران الأمريكي مدينة الميادين في ريف دير الزور، واستشهد في الضربة الأمريكية حوالي 30 مواطناً من المدنيين، وكذلك أصيب العديد منهم في مدينة البوكمال وريفها، وقد برر المسؤولون الأمريكيون ذلك، بأنهم يقومون بعمليات نوعية من الإنزال والقصف التي تستهدف داعش، وبأن الحرب دائماً يكون فيها ضحايا من المدنيين، ليخفوا استهدافهم المتعمد لهم.!
مأساة ومجزرة دير الزور!
في أحياء دير الزور المحاصرة أيضاً، صعّد التنظيم الفاشي من قذائف الهاون والقذائف الصاروخية، ولا يمضي يوم إلاّ ويستشهد العديد من المواطنين الأبرياء، وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، في يوم الإثنين 29/5/2017 سقطت عشرات القذائف على حي الجورة المحاصر، واستشهد حوالي 14 مواطناً، وأصيب أكثر من 60 آخرين نسبة عالية إصاباتهم خطرة، وارتفع العدد إلى 17 شهيداً، وما تزال هناك إصابات خطرة وحرجة، ومنهم الكثير من الطلاب الذين حرموا من أداء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، يضاف إلى ذلك حالات عديدة من القنص المباشر، يقوم بها التنظيم الفاشي محاولات التسلل المستمرة والهجوم من أحياء المدينة ومنطقة المقابر، والخطف والقتل والإعدامات العلنية، بحجة التعامل مع النظام، أو مخالفة تعاليمه التي يسميها(شرعية) وإذا أضفنا إلى ذلك الحصار المستمر الذي يفرضه منذ ما يقارب سنتين ونصف، والنقص الكبير في المواد الغذائية والدوائية، والكادر الطبي، يمكننا تصور حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منا أهالي محافظتي الرقة ودير الزور.
مساعٍ مستميتة عقيمة!
من هنا يمكن رؤية وفهم المحاولات الأخيرة المستميتة، والعقيمة، لتحقيق تقدم ميداني على خطوط التماس في ريف حمص وحماة وفي دير الزور، وكذلك القصف الوحشي والمجازر في العديد من المناطق، كما حدث سابقاً في ريف السلمية، وحالياً في الأحياء المحاصرة في دير الزور ومناطق هيمنته، عبر تكتيك جديد يعتمد على الإغارة والكرّ والفر. لتحقيق أهدافه وتخفيف خسائره المباشرة. وكذلك الضربات الجوية لطيران التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينة الرقة وريفها، وفي دير الزور لمدينتي الميادين والبوكمال وريفهما، والتي ذهب ضحيتها المئات من المواطنين المدنيين السوريين. وهذا التصعيد يبدو كمحاولةٍ لاستدعاء المزيد من التدخل الخارجي، وخاصةً الأمريكي لفرض وقائع على الأرض لاستثمارها لاحقاً.!
تعتيم إعلامي!
يجري ذلك كله وسط تجاهل إعلامي عالمي غربي ورسمي، وإعاقة متعمدة ممن يدعون المعارضة للحل السياسي المستند للقرار 2254 ومحاولة عرقلته، باتباع تكتيكات، رغم إدراكهم جميعاً: أن الحل السياسي هو الحل الوحيد ولا يمكن إيقافه، بينما الشعب السوري يزداد نزفه كل يومٍ، دماً وتهجيراً مع المزيد من الدمار والخراب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
813