في الجزيرة السورية مستقبل الطلاب في المجهول!

في الجزيرة السورية مستقبل الطلاب في المجهول!

ما زالت معاناة أهالي منطقة الجزيرة السورية مستمرةً جراء الصراع على النفوذ والسلطة بين السلطات الحكومية الرسمية، وبين سلطات الإدارة الذاتية.

 

 

مديرية تربية الحسكة يتبع لها أكثر من 600 مدرسة للتعليم الأساسي، فيها عشرات آلاف الطلاب المسجلين في القيود المدرسية، وقد بات مستقبل هؤلاء رهناً بممارسة الإدارة الذاتية وتعنتها بفرض مناهجها التعليمية.

متدربون غير مؤهلين

وعلى الرغم من كل المعارضة من قبل الأهالي على سلوك فرض التعليم بالمناهج تلك، وامتناعهم عن إرسال أبنائهم للتعلم في تلك المدارس التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، إلا أن الإدارة الذاتية ما زالت مصرةً، وتقوم بما سمته دورات تدريبية لتأهيل كوادر تدريسية لمناهجها، ويؤكد بعض الأهالي بأن هؤلاء المتدربين غير مؤهلين أصلاً، فبعضهم يحمل شهادة التعليم الابتدائي فقط أو الاعدادي، ما يعني عدم تخويلهم لممارسة مهنة التعليم، وما يعني أيضاً المزيد من الإجحاف بحق الطلاب عملياً، ناهيك عما يقوله الأهالي عن مستقبل الطلاب لاحقاً، فأين سيتوجهون، وهل من معاهد أو جامعات ستستقبلهم؟.

التعليم الثانوي والجامعي

على مستوى التعليم الثانوي، لجأ بعض ذوي الطلاب إلى ارسال أبنائهم خارج المحافظة، بما في ذلك إلى إقليم كردستان بالعراق، ليس من واقع التعليم والمناهج المفروضة فقط، بل من واقع التجنيد الإلزامي الذي تفرضه الإدارة الذاتية أيضاً على من هم بسن التجنيد، ناهيك عن دور السلطات الرسمية الحكومية بهذا المجال.

وواقع الحال يقول: إن واقع التعليم في المدارس الحكومية الرسمية ليس بأفضل حال، حيث تفتقر تلك المدارس لمستلزمات التعليم ووسائله، وغياب بعض المدرسين الأخصائيين في بعض المواد، بالإضافة للكثير من الإشكالات الأخرى.

أما على مستوى التعليم العالي فقد أعلنت الإدارة الذاتية عن نيتها افتتاح جامعة في مدينة القامشلي، تضم أربعة كليات، منها الطب البشري، إلا أنّ الثقة على مستوى التعليم الأساسي والثانوي كانت معدومةً، فكيف بالتعليم الجامعي وآفاقه؟!.

ما هكذا تورد الابل!

والحال كذلك فإن القطاع التعليمي في محافظة الحسكة عموماً أصبح متضرراً، وهو ليس استثاءً عن بقية القطاعات الأخرى، بظل هذه الحال من صراع النفوذ والسلطة، والتعنت غير المفهوم من قبل الإدارة الذاتية على فرض نموذجها التعليمي ومناهجها على أبناء المحافظة قسراً، رغم عدم اكتماله، وعدم توفر إمكاناته وانفلات أفقه، وبالنتيجة الضحية هم آلاف الطلاب ومستقبلهم.

ختاماً، لا بد من القول: إن حق التعلم باللغة الكردية وتعميق المعرفة بالثقافة الكردية هو حق مشروع لا لَبس فيه، كما غيره من الحقوق واجبة الضمان تحت أية سلطة أو إدارة، ولكن ما هكذا تورد الابل!!، حيث بات مستقبل أبناء المنطقة بمهب الريح.

معلومات إضافية

العدد رقم:
798