طوابير من الطلبة والازدحام المتكرر

طوابير من الطلبة والازدحام المتكرر

يشتد الازدحام، ويتزايد عند مواعيد التسجيل الجامعي، كما كل عام، على كوات المصرف العقاري الطلابي في دمشق، كما غيرها من المحافظات الأخرى.

 

وعلى الرغم من تكرار هذ التزاحم بشكل سنوي، إلا أن وزارة التعليم العالي، ورئاسة الجامعة، وإدارة المصرف، لم تجد حلولاً تنصف الطلاب، وتؤمن لهم خدمة تسديد رسومهم بشكل سلس ومريح.

طوابير في العراء والبرد 

طوابير طويلة من الطلبة أمام المصرف العقاري الطلابي بدمشق، وصلت خارج حدود الحرم الجامعي، بالعراء وبهذا الجو البارد والعاصف، حيث يقضي الطلاب ساعات طويلة بانتظار الوصول للكوة المخصصة للدفع داخلاً.

المستغرب، من قبل الطلاب، أن وزارة التعليم العالي، وإدارة الجامعة، تقوم بتحديد أيام معدودة للتسجيل أمام الطلاب، وإلا يفقد الطالب حقه بالتسجيل، أو أنه سيضطر للتقدم بطلب من أجل الحصول على استثناء، بحال لم يتمكن من التسجيل بالموعد المحدد خلال الفترة المقررة، مع إمكانية ضياع فصل دراسي، أو سنة دراسية كاملة بحال لم يتم التجاوب مع هذا الطلب.

أسباب ليست بجديدة

أسباب الازدحام السنوي يمكن إيجازها بالتالي:

كثرة أعداد الطلاب، وتزايدهم عاماً بعد آخر.

قلة عدد فروع المصارف المعتمدة للتسديد، حيث يقتصر ذلك بالنسبة للمصرف العقاري بدمشق على (فرع الجامعة- فرع الصالحية- فرع المزة- فرع مشروع دمر)، حيث يشتد الازدحام على فرعي الجامعة والصالحية، فيما تخف على فرعي المزة والمشروع، وذلك لأسباب مكانية بحتة.

قلة عدد الكوات، التي تستقبل تسديد رسوم الطلبة بكل فرع من هذه الفروع.

تداخل فترة فتح باب التسديد والتسجيل، لكل من طلاب التعليم الموازي والمفتوح في الوقت نفسه، وهؤلاء يقدرون بعشرات الآلاف.

ضيق الفترة الزمنية المحددة للتسجيل والتسديد، بالمقارنة مع عدد الطلاب الكبير، فعلى الرغم من أن الفترة قد تصل لشهر كامل، إلا أنها تعتبر قليلة، بالمقارنة مع تعداد الطلاب الكبير.

معاناة وهدر وقت

معاناة الطلاب، لا تقتصر عند حدود طوابير الانتظار، على أبواب المصارف المعتمدة وكوّاتها، بل تتعداها إلى طوابير الانتظار الشبيهة للتسجيل بكل كلية أيضاً.

ذلك لا يعني فقط معاناةً وجهداً وعناءً، بل مزيداً من هدر الوقت، وخاصة أن نهاية مواعيد التسجيل تكون قريبة ومتداخلة أحياناً، مع مواعيد بدء الامتحانات الفصلية، ما يعني أن هذا الوقت المهدور يصبح له ثمن وقيمة، على مستوى حسن الاستثمار، في التحصيل الدراسي والعلمي، خلال فترة التحضير للامتحانات.

طبعاً، مع عدم تغييب سوء التعامل أحياناً، أو الاضطرار للوقوف في الطوابير مرات ومرات، بحال نقص ورقة، أو توقيع، أو خلل في البيانات، وغيرها من الأسباب التي تزيد من هدر لوقت والجهد.

الجهات المعنية 

خارج التغطية

الاستمرار بهذا الشكل من هدر الجهد والوقت للطلبة في كل عام، دون إيجاد حلول لهذه المشكلة، التي تظهر وكأنها مستعصية، يعني أن الجهات المعنية والمسؤولة عن ذلك (وزارة التعليم العالي- رئاسة الجامعة- المصرف العقاري) لا تعنيها تلك المعاناة، كما لا تعنيها مصلحة الطلاب، وحسن استثمارهم لامكاناتهم ووقتهم، كما لا يعنيهم مستقبلهم أيضاً، وكأنها خارج التغطية بالنسبة لمعاناة الطلبة، فالمشكلة ليست مستعصية، ولكن تحتاج إلى إرادة للحل، خاصة مع تزايد تعداد الطلبة المطرد عاماً بعد آخر.

اقتراحات

ولعل اعتمداً مصارف أخرى، أو تخصيص فروع أخرى كفيلة بحل جزء من المشكلة، كما يمكن حل جزء آخر من المشكلة، عبر زيادة عدد الكوى المخصصة لاستقبال تسديدات الطلبة، بكل فرع من الفروع المعتمدة، ويمكن أن يحل جزء إضافي عبر اعتماد مصارف معتمدة مختلفة لكل نظام جامعي، موازي أو مفتوح، حيث يقسم الازدحام على مصرفين بدلاً من واحد، ولعل لدى الجهات المعنية حلولاً أكثر عملية وتخصصية من ذلك كله، بما يحقق تخفيف الضغط على الطلاب والمصارف خلال فترة زمنية ضيقة ومحدودة بآن معاً.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
790