حراسة المدارس.. عبء جديد على المدرسين؟!
صدر مؤخراً بلاغ عن مدير تربية محافظة طرطوس حمل رقم (54/ص.م تاريخ 23/2/2012)، وجاء هذا البلاغ بناء على تعميم محافظ طرطوس المتضمن كتاب رئاسة مجلس الوزراء بخصوص اتخاذ الحيطة والحذر والتشديد على الحراسة وأمن المباني، وتفعيل اللجنة الأمنية ومكاتب الجاهزية ومراكز وحدات الإطفاء، وطلب الإبقاء على طاقم مناوب دائم في المدرسة على مدار الساعة من الجهاز التدريبي والإداري، بما فيها أيام العطل والأعياد الرسمية.
إن هذه المهام الجديدة، إنما هي بمجموعها عبء جديد يضاف إلى سلة أعباء المدرسين من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وثبات الرواتب وانقطاع الكهرباء والماء أحياناً، وشدة البرد ونقص المازوت، فقد أضيف على عاتق المدرس مهمة حفظ الأمن والحراسة والمناوبة في المدرسة.
السؤال الذي يطرح نفسه أمام هذا المستجد: ما الحكمة من مناوبة المدرسين وقيامهم بالحراسة وهم لا يحملون أي نوع من السلاح والتدابير الأمنية الأخرى؟ وكيف للمدرس أن يسهر طوال الليل ثم يباشر عمله صباحاً في إعطاء الدروس؟!.
لقد نص القرار أيضاً على أن المجموعات المناوبة ستقوم بجولات داخل وخارج المدرسة، فكيف سيتم ذلك لاسيما وأن التيار الكهربائي مقطوع غالباً؟.. يبدو أن هذا القرار سيعرض المدرس إلى أعباء ومخاطر هي بالأساس ليست من اختصاصه، بل من اختصاص أجهزة معينة أخرى.
وفي نهاية القرار تم اعتبار المشاركة في هذا العمل واجباً وطنياً وتربوياً، على أنه تعزيز لمسيرة الإصلاح والتطوير، وهذا ما يضعنا أمام مشكلة حقيقية، ولذلك فإننا ومن منطلق حرصنا على المدرس والطالب وسير العملية التدريسية وتأدية الواجبات الوطنية والتربوية على أكمل وجه، نطالب الجهات المختصة بإعادة النظر بهذا القرار، وتكليف الجهات المعنية المختصة بتنفيذ هذه المهمة، فعندها يكون كل من السوريين يعمل من مكانه على تعزيز مسيرة الإصلاح والتطوير دون أن تتعرض هذه العملية للوقوع في فخ وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 543