نفايات المشافي.. آثار ومخاطر..

تستهلك المستشفيات حجم ماء هامٍ يومياً . و بينما يبلغ حجم استهلاك الماء المحلّيّ , في المتوسّط 100 لتر / شخص / يوم, تختلف  المستشفيات بين 400 إلى 1200 لتر / يوم / سرير. تُقَدَّر الحاجات المتوسّطة في الماء لمستشفى ب750 لتر / سرير / يوم. هذا الاستهلاك الهام في ماء المستشفيات يعني أحجاماً ذات أهمية لمياه الصّرف المحمّلة بالكائنات الدّقيقة والمعادن الثّقيلة والموادّ والعناصر الكيميائيّة السّامّة . وتتولّد مياه صرف هجينةٍ بسبب المستشفيات, وهي في الوقت ذاته مخلّفات صناعيةّ و  مثيرة للاهتمام من وجهة النظر الطّبّيّة.

ويؤثر عمل المستشفيات  على الجوانب البيولوجيّة , والكيميائيّة والفيزيائيّة والسمية لمياه صرف المستشفى قبل رميها في نظام الصرف البلديّ كما تؤثر العقاقير و المطهّرات أيضًا على نظم مياه الصّرف المدنيّة و على البيئة . بالإضافة لذلك , إن مراجعة مياه صرف المستشفى تسمح بالتّعرّف على بعض المؤشرات البيئيّة الناجمة عن أنشطة المستشفى . هذه المعرفة مهمّة لتقييم الخطر وإدارة الكوارث المتعلّقة بالمخلّفات السائلة للمستشفى .

المشكلات البيئيّة لمياه صرف المستشفى

إحدى المشكلات البيئيّة الرّئيسيّة التي تحملها المخلّفات السّائلة للمستشفى هي خروجها , بنفس الطّريقة التي تخرج بها المخلّفات السّائلة المدنيّة , نحو شبكة المصرف المدنيّة دون العلاج التّمهيديّ .

توجد في المستشفى تشكيلة موادّ بالإضافة إلى العقاقير المستعملة للأغراض الطّبّيّة كعلم تشخيص الأمراض  والمطهّرات  و الموادّ الفعالة و الصّبغات والعناصر المخدّرة. إن المطهّرات , بوجه خاصّ منتجات مركّبة أو مزيج لموادّ فعالة . وتنتج كميات كبيرة كذلك عن تخدير المرضى و تدخل في مياه الصّرف . وكذلك المطهّرات.والمواد صعبة التفكك التي تدخل المياه السّطحية كمخلّفات سائلة و المياه الجوفيّة بعد ذلك .

تشخيص الأخطار الكيميائيّة والبيولوجيّة

يمكن تشخيص الأخطار في  المخلّفات السّائلة للمستشفى بوجود الجراثيم  المقاومة للمضادّات الحيويّة. هذه التّمركز يتراوح بين ال108 / 100mL بوجهٍ عامّ  في نظام الصرف البلديّ  لمياه صرف المستشفى. وعلامات التّلوّث الفيروسيّ للماء ظاهرة , مثل الإنتروفيرس و الفيروسات الأخرى مثل  الأدينوفيرس. بالإضافة إلى ذلك , فيروس الإيدز , المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسب , وقد عُزِلَ من السّوائل البيولوجيّة و تبرّز الأشخاص الملوّثين . وتوجدهذه الفيروسات في مياه الصّرف السّائلة , مباشرةً في شبكات صرف الشّبكة لمعامل البحث و المستشفيات , يمكن أن يساهم تحت الظّروف الكيميائيّة الفيزيائيّة المعيّنة إلى وجود الفيروس في شبكات الصرف المدنيّة. تكشف مياه صرف المستشفى وجود جزيئات الكلور  بتراكيز عالية ووجود المعادن الثّقيلة مثل الزئبق و الفضّةّ وِالْيُودِ.

تشخيص أخطار السمية المائية

أشارت اختبارات السمية المائية على عيّنات مياه صرف المستشفى  إلى سمّيّة حادّة قصوى . هذه السّمّيّة العالية ربّما تعود إلى وجود مركّبات الهالوجين العضوي الذي ينشأ عن استخدام هيبوكلوريد الصّوديوم و بعض الموادّ المزوّدة باليود بكمّيّات كبيرة , في تطهير مياه صرف المستشفى. 

انحلالّ المخدّر و آثاره في مخلّفات سائلة للمستشفى، الصّرف و في البيئة

قد قيست مستويات المواد الدوائية في الأرض و مياه الشرب . تلك الأدوية الصّيدليّة التي تعطى إلى النّاس و إلى الحيوانات الأليفة بما فيها المضادّات الحيويّة والهرمونات والمسكّنات القويّة والمهدّئات و الموادّ الكيميائيّة للعلاج الكيميائيّ المعطاة لمرضى السّرطان وعندما ُقيست في المياه السّطحية والمياه الجوفيّة , و في ماء شرب  الحنفيّة وجد أن هناك كمّيّات مخدّر كبيرة يستهلكها النّاس و الحيوانات الأليفة , و توَزَّع في البيئة عن طريق المراحيض والسّماد و مخلّفات الصّرف وفي التّربة. وكذلك مخلّفات المخدّر في المخلّفات السائلة للمستشفيات. يتفاعل الجسم مع المخدّر بطريقة محدّدة . حيث أن نسبة 30 % من المخدّر المصنّعة بين ال1992 والـ 1995 محبة للدهون أي أنها تميل إلى التفاعل في الدّهن لكنّ ليس في الماء . هذا يعطيها القدرة على المرور عبر أغشية الخلايا و العمل داخلها . ولسوء حظّ , يعني هذا أيضًا أنها , وبمجرّد وجودها في البيئة , تدخل سلاسل الطّعام و تتركّز بشكل متصاعد في السلسلة الغذائية .  وقد صُمِّمَتْ  الكثير من الأدوية أيضًا لتكون ذات مفعول مستمرّ , حتّى يمكنها الاحتفاظ بهيكلها الكيميائيّ لمدة طويلة بالقدر الكافي للمفعول العلاجيّ.

الهرمونات الجنسية

اُكْتُشِفَ الاستروجبن في البيئة المائيّة مما يؤدي إلى نتائج خطيرة على الحياة البرّيّة من خلال التّمركز . فعلى سبيل المثال الإستراديول وهو الهرمون الجنسي الأنثويّ (و ملوّث ماء شائع)، يمكن أن يغيّر ميزات الجنس لسمك معيّن.

المواد المشعة

تستخدم هذه المواد في تشخيص الأمراض وعلاج سرطان الغدة الدّرقيّة ،وقد قيس وجودها في الماء.

المضادّات الحيويّة

المضادّات الحيويّة مجموعة عقاقير مهمّة في دواء اليوم. لكن، ليس هناك حتّى الآن بيانات شاملة عن مفعول المضادّات الحيويّة . يمكن أن يكون لهم صلة  بتحسين ممكن لتشكيل المقاومة في البكتيريا. و تسبّب تهديداًخطيراً للرّعاية الصّحّيّة إذ تتشكل سلالات بكتريا  مقاومة.

آثار مخلّفات سائلة للمستشفى على البيئة المحيطة

تكون حمولة الأحياء الدقيقة صغيرة جدًّا  في المخلّفات السّائلة للمستشفى بوجهٍ عامّ وذلك ينشأ عن الاستعمال المنتظم للمطهّرات . ويمكن أن يكون لهذه المطهرات تأثير سلبيّ على العمليّات البيولوجيّة للمحيط الحيوي.مما يمكن أن يولّد بالتّأثير التّراكميّ خللاً بيولوجيّاً في النّظام البيئيّ المائيّ . لحماية البيئة الطّبيعيّة من ظاهرة الحمولة الزّائدة في عمليّات التطهير , يبدو مهمًّا القيام بعلاج مياه صرف المستشفى قبل ضخها في نظام الصرف البلديّ.

إن اتّصال ملوّثات المستشفى مع عناصر النّظم البيئيّة المائيّة يظهر الخطر الواضح الذي يسببه وجود الموادّ الخطيرة. إذا الظّروف البيئيّة لا تسمح بتفكك هذه الموادّ مما يجعل خطر ملوّثات المستشفى حاضراً لوقت طويل في البيئة الطّبيعيّة و يمكن أن يمثّل خطراً لمدد طويلة  ووسطى و قصيرة للأنواع الحيّة للنّظم البيئيّة.

الخطر هو احتمال ظهور الآثار السامّة بعد تعرّض الكائنات الحيّة  إلى الأشياء الخطيرة. والتّعرّض الممكن للموادّ المشعّة والكيميائيّة و البيولوجيّة. يميّز هذه المنتجات الخطيرة  إمكانية التأثير القصير الأمد السّامّ (معدّل الوفيات) أو الطّويل الأمد (ظهور السّرطانات، مشكلات التّكاثر، إلخ).

التركيز في مياه المستشفى التركيز في المياه المدنية الوحدات الملونات 

225 300 مغ / ليتر المواد الصلبة 

603 220 مغ / ليتر BOD5

211 160 مغ / ليتر TOC

855 500 مغ / ليتر COD

8.80 8 مغ / ليتر الفوسفور الكلي 

188 50 مغ / ليتر الكلوريد 

مقارنة متوسطة التركيز في ملوثات مخلفات سائلة للمشفى ومياه الصرف النموذجية المدنية.

 

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
180