ماذا تقول يا صاحبي؟ لا القوم نادوا.. ولا الحي سمع!!

الحاملون همومنا في نبضهم.. هذه العبارة كانت لسان حال جماهير شعبنا وهي تلتف حول رفاقنا في ميدان النضال الوطني والطبقي فهي ترى فيهم طليعتها المجربة. وتلك حقيقة لأن جوهر الجوهر في سياسة وعمل الحزب الشيوعي هو الدفاع عن مصالح الشعب والوطن، وهذا ما تضمنه الشعار الكبير الذي نستظل بظله« الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب» ورفع هذا الشعار على أهميته لا يكفي… فالمهم المهم هو العمل الجاد المخلص الجريء لتجسيده في حياتنا واقعاً ملموساً يستقطب جماهير الشعب، وبغير ذلك لا يمكن للجماهير الكادحة أن تثق بنا… وبالتالي سوف تبتعد عنا.. فالمعادلة واضحة أشد الوضوح: عندما نتوجه إلى الجماهير للعمل بينها ومعها ستلتف حولنا.. كما التفت سابقاً يوم كان الرفاق يمثلون تطلعاتها عملاً ونضالاً في ساحات الوطن.

وكلنا يذكر قول الرفيق خالد بكداش في بيت شهيدنا البطل الرفيق نضال آل رشي «يستشهد الشيوعي دفاعاً عن الوطن، وكذلك فهو مستعد للاستشهاد دفاعاً عن لقمة الشعب».

هذه الخواطر انبثقت مشعة في خاطري عندما التقيت صاحبي الذي بادرني كعادته المألوفة بسؤاله التقليدي:

- هل سمعت آخر الأخبار؟!
مباشرة ودون مقدمات.. حدثني ماذا لديك؟

- بالأمس عقد مجلس الشعب جلسة خصصت لاستجواب الحكومة عن زيادة الأسعار للعديد من المواد الأساسية وما سببه ذلك من خيبة أمل وزيادة هم ومعاناة.
نعم سمعت بما… ولكنه لم يترك لي فرصة لمتابعة كلامي، وقاطعني هادراً:

- لقد كان الرفاق في المجلس الصوت المدوي… عبروا عن نبض الجماهير وطالبوا بإلغاء تلك الزيادات.. لقد أثلج موقفهم المنحاز إلى جماهير الشعب الصدور وأسعد القلوب وهم لهذا يستحقون التقدير والامتنان!.
لكن شيئاً من ذلك لم يحدث… فلا القوم نادوا ولا الحي سمع!! وهذه حقيقة يجدر أن تقال.. إن الناس  وبخاصة الجماهير الشعبية.. وأصحاب الدخل المحدود توقعوا أن يجدوا في الرفاق صوتهم الواضح الصريح.. لا الصوت المحدود، فماذا تقول يا صاحبي؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
177