من ينجب الأطفال؟؟!

هي:
«أنا أحب الأطفال وهو لا يرغب في المزيد.»
«جربت كل وسائل منع الحمل ولكنها تتعبني. ما هو الحل؟ اللولب يسبب لي نزيفاً متواصلاً، والحبوب تجعلني عصبية وتزيد وزني وتؤذي الكبد.»
«طفلان كانا كفاية ولكنه يرغب في إنجاب صبي وها نحن الآن لدينا أربع بنات. لقد تعبت.»

هو:
«أنا أحب الأطفال وهي لا ترغب في المزيد.»
«هي لا تحترم رغبتي في عدم إنجاب طفل آخر، وأنجبتْ غصباً عن إرادتي، لقد أصبحت علاقتنا متوترة منذ إنجاب الطفل الثاني الذي لم أرغب فيه.»

قرار إنجاب الطفل الأول وقرار إنجاب الطفل الأخير
يتدخل عادة في هذا القرار عدد كبير من الأشخاص، بدءاً من الشريكين إلى الحماة والأخوة والأخوات وحتى  آراء الجيران تكون أحياناً مفيدة وهامة في هذا المجال، بالرغم من أنه من المنطقي على ما يبدو أن يكون هذا قرار أصحاب الشأن ولكننا لم نتعلم بعد احترام الخصوصيات. ويبدو من العادي أن يسأل أي شخص متزوجيْن حديثاً، لمَ لمْ تنجبا حتى الآن؟ بمن العلة؟
ولكن يبدو أنه وبعد الخبرة في إنجاب الطفل الأول يحاول الشريكان الاعتماد قدر الإمكان على نفسيهما في هذا القرار غير أن هذا لا يعفي الفضوليين من كل الأشكال من الرغبة في التدخل على الأقل.

عدد الأطفال هل يسبب ترابط العائلة أم يفككها؟
وتظهر على السطح عدة عوامل تساهم في اتخاذ القرار، منها الوضع المالي وحجم المنزل وطبيعة العمل والحاجات النفسية لدى الطرفين وعوامل أخرى. وعندما يقر طرف واحد أو الطرفان عدم الرغبة في إنجاب المزيد تبدأ رحلة البحث عن وسائل منع الحمل و يتم البحث في معظم الحالات من قبل السيدة التي هي «مسؤولة» عن موضوع الإنجاب أمام المجتمع، وكأن الرجل شخص دخيل على العائلة لا شأن له في مثل هذه الأمور «الخاصة».

مريم العذراء لم تتكرر!
وكيف تكون هذه أموراً خاصة ونسائية بحته، كما يشاع ومريم العذراء لم تتكرر بعد، ولمَ يتخلى عن حقه الطبيعي  في القرار والتنفيذ؟

من المسؤول عن القرار والتنفيذ؟
إذا كان القرار مشتركاً فهي حتما مسؤولية الطرفين في استخدام الوسائل المناسبة، وإذا كان القرار من أحد الطرفين، أي دون الوصول إلى قرار مشترك بعد الحوار، فهي مسؤولية الطرف «المتضرر» أي غير الراغب في إنجاب المزيد.

هل يبرر الجهل رمي المسؤوليات في وجه الطرف الآخر؟
«تعلمنا من غلطتنا المشتركة التي سببها الجهل»، هكذا قال الزوجان اللذان أنجبا توأما منذ المرة الأولى وبعد تسعة أشهر من الزواج، حيث عمدت الزوجة بالاتفاق إلى تركيب كبسولة تحت الجلد تمنع الحمل لمدة خمس سنوات.
وقد كان قرارنا مشتركاً لأننا نحن الاثنان ما زلنا ندرس في الجامعة. ولكم أن تتخيلوا مدى صعوبة وضع كهذا.

هل الرغبة في إنجاب طفل رغبة طبيعية؟
إنه يتجاهل رغباتي الطبيعية في الأمومة وكأن العوائق الاقتصادية مبرر كاف للحرمان الذي أتعرض له، الحياة بالنسبة لي لم تعد تطاق.

الجهل لا يبرر التخلي عن المسؤولية!!
الحقيقة أنني أهرب من البيت فأنا لا أستطيع تحمل ثلاثة أولاد ينطون في وجهي طوال الوقت، لقد مللت من هذا الوضع. إنها تتحكم بحياتي فهي تريد طفلاً آخر الآن وأنا لا حول لي ولا قوة.
هذا ليس صحيحاً على الإطلاق فبيدك كل القوة لمَ لا تستخدم أحد وسائل منع الحمل الخاصة بالرجال؟ ولمَ تتخلى عن دورك بنفسك؟  لستَ جاهلاً ولا ضعيفاً حتى تتركها وحدها لتقرر مثل هذا الشيء المؤثر عليكما معاً.

ما علاقة الجنس بإنجاب الأطفال؟
يعتقد البعض أنها كعلاقة رؤية الأحلام بتلوث المياه، ولكن يقول أحدهم، إنها متعة شبيهة بمتعة اليانصيب لأن فيها من عذاب انتظار نتائج السحب ما يفوق متعة لحظة شراء ورقة اليانصيب، وبالتالي فالعلاقة كلها هنا كامنة.

هل الجنس ساحة صراع أم ساحة حب؟
يعتقد العلماء أن استخدام وسائل منع الحمل التي يتفق عليها الطرفان تحِّول الجنس من ساحة حرب إلى ساحة حب لأنها تزيل الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطرفان على الدوام من جراء اليانصيب شبه اليومي.

أبي، أمي من منكما أنجبني؟
ويبدو من المفيد من أجل جيل واع لما يستطيع فعله في هذا المجال تعريف الأطفال بأن قرار  قدومهم إلى الحياة نابع عن الحب والتفاهم حتى لا نصطدم بسؤال كهذا «أبي، هل صحيح أنك لم تكن ترغب في قدومي إلى الحياة؟»..

ما علاقة المتعة اللحظية بالنتائج الدائمة؟
هناك من يحرِّض زوجتي علي حتى تجعلني أستخدم الحقن المانعة للحمل فهي تقول الموضوع بالدور أنتَ ثلاثة أشهر وأنا ثلاثة أشهر، وكأن الموضوع له علاقة بي!، لو سمع أهل الحارة بالموضوع لأصبحت سيرتهم.

وهل من الضروري أن يسمع أهل الحارة؟ متى ستعرف أن هذا موضوع خاص بينكما ولا يجوز أن يسمع القاصي والداني بتفاصيله؟
- هل هو حقاً موضوع محرج أم أننا نقول ذلك لنتجاهل تحديد المسؤوليات؟
لا أعتقد أنه من المحرج أن نتحدث عما نفعله يومياً طالما أنه أحد متع الحياة ومسبب أحد مسؤولياتها الجميلة والمتعبة في أن معاً.

- هل هو اغتصاب ضمن الزواج؟
كان يعلم أنه وقت خطر لأننا متفقون على التنظيم حسب الدورة الشهرية ولكن كان قادماً من السفر ولم يستطع كبح جماح نفسه ورغم ذلك قال أمام الجميع بأنه لم يرغب في هذا الطفل الأخير وكأنني أنجبته وحدي.

- هل يمكن لطفل غير مرغوب فيه أن ينغص الحياة المشتركة أم هي حجج بسبب عدم القدرة على الوصول إلى أرضية مشتركة؟
إن الاتفاق في جميع هذه  الأمور يجعل الحياة المشتركة، تحقق الغاية المرجوة منها: عيش هادىء قائم على الحب والتفاهم، ويكفي ما نتعرض له يومياً من مضايقات في العمل والشارع وليكن البيت محطتنا الحقيقية الأولى للحرية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
177