التلوث الأخلاقي ومالتوسية الفقراء

لو كان هذا الذي مر قطار الدرجة الأولى لما حصل فيه مثل هذا الحادث بتاتاً لأنه لا يجوز التهاون نهائياً في إجراءات أمان الطبقات التي تعتبر القطار نوعاً من السياحة التي يستعمل فيها الأغنياء القطار على سبيل المغامرة  لا على سبيل الحاجة.

ويبدو أن هذه المالتوسية تتبع عندنا أيضاً دون الإفصاح عن ذلك بطرق أخرى فبم يكون تفسير سوء الخدمات الطبية في المشافي العامة، والأوضاع المأساوية لمستوى النظافة في الأحياء الشعبية؟ أليس هذا في سبيل التخلص من أكبر عدد ممكن من الفقراء عن طريق تسميم طعامهم وشرابهم وهوائهم.

لماذا تكون المدينة العمالية بين محطة معالجة الصرف الصحي ومعمل اسمنت عدرا؟ ليست هذه صدفة أبدأ بل هي سياسة مدروسة لتسميم حياة أولئك العمال.

لمَ يسمح التدخين في وسائط النقل من الدرجة الشعبية - باصات الهوب هوب-؟لأنه لا مشكلة في تسميم أكبر عدد ممكن من العساكر الذين هم الرواد الأكثر عدداً لهذه المواصلات.

لماذا يلبس أولادنا أحذية لا تناسب سوى الحوافر؟لأن هذه هي الطريقة الأسرع لتشكيل التشوهات في أقدام هؤلاء الذين سيصبحون يوماً ما بالغين.

وبالطريقة نفسها يأكلون مأكولات العيد  من أردأ الأصناف المعروفة وغير المعروفة الغنية بكل أنواع الكيمياويات من حافظات وملونات ومنكهات دون إعطاء أي قدر من الاهتمام لآثارها الجانبية القادمة.

ربما لا تكون هذه ضمن تصنيفات ما يسمى بالمالتوسية الجديدة ولكنها بالتأكيد تفعل فعلها بما لا يقل عن الحروب المباشرة التي يقودها  قادة المالتوسية، إذا ما نظرنا إلى كل ما هو ضمن إطار الأمان والصحة العامة والبيئة.

 

* ع. م

معلومات إضافية

العدد رقم:
170