الفصيح البيان الوزاري: لكل مكان وزمان!

أهم ما في البيان الوزاري ، أنه ذكّرنا أن في بلادنا وزارة، والوزارة مؤلفة من ثلاثين وزيرا لكل منهم شبح وحراسات ومرافقات وسكرتارية، وبوابة لا تغلق إلا في وجوهنا، فالبيان الوزاري، كما درجت عليه عادات ما بعد اختراع الدولة،

وفي جميع التعريفات بدءا من تعريف ميكيافيلي إلى تعريفنا الذي لا يعرف عن الوزارة إلا ما سبق ، هو ( ونعني البيان الوزاري) هو الأوراق التي تقدمها الحكومة للشعب ، لتقول له أن أموال دافع الضريبة ستذهب في هذا الاتجاه أو ذاك ليتسنى له وعبر ممثليه الذين يسمون كونغرس أو برلمان أو الدوما أو مجلس الشعب، مناقشة الكيفية التي ستذهب الأموال في اتجاهها وان كانت الهيئات السابقة لا تناقش الحكومات، على الأقل في البلدان التي لها تقاليد برلمانية عريقة كبلادنا، فوزراؤنا موثوق بهم ومسلّم بحكمتهم وهم فوق الشبهات التي لا تحيط بأي منهم ، وهم كذلك بدءا من أول موازنة استهلكت لبنزين السيارات ما يفوق موازنة التعليم أو الطبابة أو كرة القدم.

المسألة بالنسبة لنا شكلية، وكل ما نريده أو نطلبه من وزارتنا أن تتقدم ببيانها للناس على الأقل من أجل ماء الوجه بعد أن جفت مياه بردى وصارت المياه مهددة في دجلة والفرات، ونريد بيانا حكوميا كي نسمع صوت الحكومة الذي تسعدنا جميع المناسبات بسماعه باستثناء اللحظات التي يكون سماعها ضروريا لنا على الأقل فيما يخص مالنا العام الذي كلما كان عاما  تجمع في أيد قليلة بما يسمح لنا بالقول أن الأيام تضيق والثروات التي تتسع تذهب في مضائق ضيقة من الفضفاض جدا أن تستمر في مضائقها، بعد أن صارت الشعوب تحاسب حتى ولو محاسبة شكلية تليق بالسيرك أكثر مما تليق بالحياة.

فيما كتبه جماعتنا في «قاسيون» أنه بيان وزاري يصلح للصحراء الغربية والشرقية ولتايوان وجزر الكناري، وليسامحنا جماعة «قاسيون» على سرقة الفكرة منهم فالسرقة لا تقود إلى الجحيم، وان كان الجحيم على هيئة بيان .. بيان حكومي .. بيان لا يبين عن شيء سوى أن لدينا حكومة، والحكومة مجموعة وزراء يركبون أشباحا .. ويركبوننا.

 

* الديك

معلومات إضافية

العدد رقم:
171