استغاثة من قرى عطشى.. تقع على نهر!!
في كل أصقاع الأرض، يتم إشادة السدود من أجل أن تكون نعمة للبشر لا نقمة عليهم وعلى مصالحهم وأعمالهم وخدماتهم، لأن أهم غاياتها المفترضة درء الفيضانات وتأمين مياه الري للزراعة، وتوفير الكهرباء وغيرها.. وبالتالي يرتجى منها أن تحمل بشائر خير للناس، وخاصة لمن يسكنون قرب تلك السدود، حيث يستبشرون بأن الخيرات سرعان ما ستنهال عليهم بعد إتمامها.
لكن ما يجري في منطقة المالكية بمحافظة الحسكة، هو العكس تماماً، فبعد أن تمت إشادة سد السفان جاءت النتائج مخيبة لآمال الجميع، ولحق ضرر شديد بمصالح أهالي وسكان أكثر من ثماني قرى محيطة بوادي جريان نهر السفان، ومنها (كربلاء، خان الزهور، الزهراء، الهامة، الرشيدية، الشامية، الصحية، وشرم الشيخ... وقرى غيرها بشكل أخف)، حيث أصبح مجرى النهر من بعد السد باتجاه الشرق، أي باتجاه تلك القرى، غير منتظم الجريان، وخصوصاً بعد انتهاء فصل الشتاء حيث يصبح جافاً تماماً على الأغلب، وبالتالي لا يعد بمقدور أهالي تلك القرى تأمين المياه اللازمة لسقاية أراضيهم الواقعة على سرير النهر، كما لا يستطيعون تأمين مياه الشرب لمواشيهم، حتى ولو من المياه الآسنة!!
هذا الوضع السيئ، دفع سكان القرى الآنفة الذكر لتكرار مطالبة المعنيين في محافظة الحسكة بإعادة النظر بوضعهم، والعمل على منحهم كمية أكبر من المياه أسبوعياً أو شهرياً حتى تصل المياه إلى كل القرى الواقعة شرق النهر، انتهاء بقرية كربلاء.. وذلك لكي تمتلئ البرك والحفر الكبيرة المخصصة من أجل سقاية مواشيهم وأراضيهم التي هي بالأصل حيازات صغيرة واقعة بجانب النهر وعلى أطرافه، ولكن حتى الآن ما من مجيب، وكأن المسؤولين لا يسمعون ولا يبصرون.. وما يزال أصحاب الماء الحقيقيون محرومين منه.. فليس من العدل أن تنقل مياه السد إلى خارج المنطقة المستفيدة منه تاريخياً لحل مشكلة قلة المياه في قرى أخرى، في حين تحرم كل مواطني هذه القرى من الاستفادة من خيرات السد، ليصح فيهم قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والمــاء فــوق ظـهــورها محمول!
إن قاسيون تضم صوتها إلى صوت أهالي القرى المتضررة لتأمين الحد اللازم من المياه لهم، وكلنا أمل بأن تكون استغاثتهم موضوع اهتمام المسؤولين في منطقة المالكية، وجميع الخيرين والغيورين من أبناء وطننا العزيز..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 405