المسابقات لمن؟!.. مهزلة المسابقات... أضحت فضائح!!

ففي مسابقة جامعة دمشق التي تم إعلان نتائجها يوم الخميس 1/9/2004 بعد انتظار دام أكثر من ستة شهور اعتباراً من إعلان التقدم للمسابقة، وجاءت النتائج ككل المسابقات في باقي الوزارات تضع الإشارات تحت الكثير من الأسئلة التي لا يريد أي من المسؤولين عن هذه المسابقات الإجابة عنها، وأول هذه الأسئلة: لماذا تطول هذه المدة بين الإعلان عن المسابقة والإعلان عن نتائجها؟ صحيح أن أعداد المتقدمين للمسابقات دائماً يكون بأرقام مرعبة وهذا معروف السبب، إلاّ أنه في مسابقة الجامعة لم تكن الأرقام كبيرة قياساً بباقي مسابقات الدولة كمسابقة وزارة السياحة حيث تجاوزت الأرقام /35/ ألف متقدم، والمسابقة الآن تحت موقف الانتظار منذ عام تقريباً، والعدد لم يتجاوز بضعة آلاف، وقد بدأ الحديث عن هذا التأخر في البداية همساً ومع الانتظار والترقب علت الأصوات وأصبحت مدوية، إن سبب التأخر هو المفاضلة بين الوساطات فأغلب المتقدمين تقدموا للمسابقة مع وساطاتهم مما جعل القائمين على المسابقة في حيرة من أمرهم.

أما بالنسبة للامتحان الكتابي في مسابقة الجامعة الذي كان مؤتمتاً وبالتالي فإن تصحيح الأوراق يجب أن لا يمتد كل هذه الفترة، أما كيف جرى الامتحان سواء في هذه المسابقة أو في غيرها فهو وببساطة شديدة كان عبارة عن مهزلة مخجلة من الهرج والغش، تجعل المرء مقتنعاً تماماً بأن كل ما يجري هو عبارة عن أمور شكلية وروتينية وأن أسماء الناجحين جاهزة سلفاً ولم تثبت أي من المسابقات عكس ذلك حتى الآن، وقد تنجح بعض الأسماء دون وساطة لكنها تبقى قليلة جداً بكل الأحوال، لكن ماذا سوف يكون ترتيبها بين الناجحين، فترتيب الأسماء له الدور الأهم حيث يأخذون حاجتهم من الأسماء الأولى والباقي يصبح نجاحهم كرسوبهم، أما الامتحان الشفهي فهو مهزلة أخرى من الأسئلة والانطباعات الشخصية وبعض الأسئلة ذات الصلة من قبل اللجنة الفاحصة، ولا أحد يعرف ما إذا كان الجميع يتقدم للامتحان، وفي النهاية لكي تخرج أسماء الناجحين ذات الصلة أيضاً، فالكثير من الأسماء معروفة لدى الكثير من الناس خارج الجامعة وداخلها.

أما قضية الوكلاء فهي تثير الاستغراب حتى الدهشة فإذا كانوا هم على رأس عملهم ولهم اعتماد مالي وسوف يتم تثبيتهم أوتوماتيكياً بعد عامين من تعينهم فلماذا يتقدمون إلى المسابقات؟ هل ليتم تثبيتهم فقط ؟ هذا وقد جاءت النتائج بحلة في غاية الركاكة فقد خرجت الأسماء خالية من أي تصنيف فالكثيرون جاءت أسماؤهم مع أسماء أخرى يحملون شهادات مختلفة، وبالنسبة لحملة الثانوية فلم يتم الفرز بين الشهادتين، (العلمي والأدبي)، مما جعل البحث عن الأسماء عملية فدائية نتيجة الازدحام، ولأنك مجبر على قراءة كافة الأسماء المعلنة، وقد تمزقت النتائج أكثر من مرة،حتى عندما تم إعلانها عبر شبكة الانترنيت في موقع جامعة دمشق تم وضع برنامج خاص (أكروبات ريدر) للدخول إليها! كل هذه الدربكة أدخلت الشكوك والريبة في صحة ودقة ونزاهة المسابقة بل وجعلتهم مقتنعين تماماً بعدم نزاهتها. 

فإلى متى سيبقى حال هذه المسابقات بهذا الشكل؟، ومن سينصف الذين ليس لهم واسطة أو ليس لديهم ما يدفعونه؟ ولماذا هم مصرون على معاملة الناس وكأنهم لا يعرفون ما يجري خلف الكواليس وعبر الهواتف، فقد دب اليأس في قلوب جميع هؤلاء الشباب الذين كانوا ينتظرون أمام مبنى شؤون العاملون في الجامعة مفترشين الأرصفة، بعد أن أصبح العاملين في شؤون العاملين ديكة لا تستطيع أن تلقي التحية على واحد منهم ابتداء من المستخدمين وحتى المدير.

وحتى الآن لم تقم مسابقة واحدة اتسمت بالنزاهة واعتمدت على الكفاءات والخبرات للمتسابقين ودائماً تظهر أسماء الناجحين إما من الوكلاء لتثبيتهم أو من الأسماء اللماعة المعروفة، فأين دور مكتب العمل، والذين سجلوا فيه منذ انطلاقته ومازالوا ينتظرون الفرج.. ماهو مصيرهم؟؟.. 

■ ع. ن