أحــلام مخــادعــة!
تمتلئ شوارعنا هذه الأيام بلوحات إعلانية تسبب الدهشة للجميع لقربها من الخيال، كونها تتحدث عن السفر إلى دبي، فمنذ سنتين كان الأمر يحتاج لمعاملات معقدة ووقوف بطوابير طويلة على أبواب السفارات، ونقود كثيرة مقابل أجرة بطاقة الطائرة، أما الآن فكل ما تحتاج إليه هو 4300 ل.س فقط!! فما الذي يحدث؟
ترى هل أحس أصحاب شركات الطيران فجأة بعذاب الضمير، وأرادوا أن يرسلوا أبناءهم المواطنين في رحلات ترفيهية إلى دبي (مدينة الأحلام) بتكلفة الرحلة فقط، أم أنهم قرؤوا قانون القيمة الزائدة لماركس ووجدوا أن الوقت قد حان لإيقاف الاستغلال ومساعدة الناس كي يعيشوا سعداء، أم هناك أمر آخر..
ولقناعتنا أن الاحتمالين الأولين هما ضرب من المستحيل، وأن (نجوم السما أقرب لنا)، لذلك فالسبب بالتأكيد يكمن في أمر آخر، وهو بسيط للغاية.. فهناك توقعات و تقديرات تقول إن عدد البطاقات المقطوعة من دبي إلى سورية (ذهاب فقط ) تصل إلى نحو 60000 بطاقة، وهذه البطاقات تعود لأشخاص سرحوا من عملهم من السوريين العاملين في دبي (وقد سمحت لهم الحكومة الإماراتية بالبقاء في دبي دون فيزة عمل ريثما ينهون أمورهم هناك)، لذا عند انتهاء العام الدراسي هناك لن يبقى مبرر لبقائهم وبالتالي سوف يعودون إلى أوطانهم، وعلى هذا الأساس فهناك العديد من الرحلات القادمة من دبي إلى دمشق غاصة بالركاب وعائدة بخفي حنين.. فمن الأفضل لشركات الطيران أن تحل هذه الإشكالية باللجوء لقلوب الناس و دغدغة رغباتهم الدفينة بامتطاء متن الطائرة..
وجه السوء في هذه الرواية هو أن عدد العاطلين عن العمل سيزداد، وأن هؤلاء العائدين هم غالباً أصحاب كفاءات عالية أدت لقبولهم هناك قبل استفحال الأزمة، لذا سيزداد التنافس على فرص العمل القليلة أصلاً هنا..
من قال بأننا بعيدون عن الأزمة الاقتصادية العالمية .فهاهي موجة أخرى من عواصفها تضربنا، فهل نبقى نياماً.. أم يجب علينا أن نصحو على واقعنا الأليم لتدارك ما يمكن تداركه؟.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 407