زهير مشعان زهير مشعان

في يوم البيئة العالمي.. بيئة المنطقة الشرقية حضرت شكلاً.. وغابت مضموناً!!

يوم الاثنين 15/6 كان يوم البيئة .. وتجسد بندوة أقامتها مديرية البيئة في دير الزور في (صالة) المركز الثقافي، وحضرها كبار المسؤولين في المحافظة، بينما غاب الحضور الجماهيري!!

قدمت إدارة المدينة الصناعية المنشأة حديثاً في الندوة، معلومات وعروض مصورة كانت دعائية، ولم تكن بيئية، كما قدم ممثل شركتي الفرات ودير الزور للنفط تقريراً عن معدات وبطولات وهمية محدودة في أماكن عمل الشركتين، دون التطرق إلى انعكاسها على المحافظة وسكانها ككل بيئياً، ولعل المعلومات الصحية التي قدمها د. أحمد قربون ممثل صحة دير الزور، هي الوحيدة التي يمكن الاستفادة منها نظرياً، وتناولت التلوث بأنواعه الكيماوي والفيزيائي والإشعاعي والمعنوي في التربة والهواء والماء، وانعكاساتها على الإنسان والحيوان والنبات، والأمراض التي تنتج عن التلوث، وأشار إلى ارتفاع نسب الأمراض السرطانية والإنتانية والعصبية من خلال أمثلة متعددة، موضحاً أن التلوث أدى إلى ظهور أمراض جديدة، وتناول تأثير كل ذلك على المجتمع.
وترافق مع الندوة معرض للاتحاد النسائي جرى إنهاؤه بعد خروج المسؤولين فوراً وقبل أن يغادر أغلب الحضور، كما جرى تكريم لأطفال برلمان الأطفال وهم أبناء الذوات والمسؤولين الذين يلبسون أجمل وأغلى وأنظف الملابس .. وذلك لمساهمتهم في المحافظة على البيئة، حتى أن قسماً منهم لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات، وهو أبهج وأعجب المسؤولين، الذين لم يتذكروا أبناء الفقراء الذين يجمعون القمامة والنفايات من الحاويات..!؟

وهنا لابد أن نؤكد أن الشيء المهم في الواقع البيئي لمحافظة دير الزور، ومآسيه، وما أنجز، وما هي الخطط والحلول الآنية والمستقبلية كان نسياً منسياً، وكذلك حملات التوعية الجماهيرية،ودور مجلس المدينة والمحافظة، وإشراك الآخرين في المناقشة، والاستماع للناس كان أيضاً غائباً، مع تهميش لجمعية أصدقاء البيئة (حياة).. وكان الحضور كأنهم في عرس، وأن الناس (في ثبات ونبات ويخلفون صبيانٍ وبنات..)أمّا المسكين نهر الفرات شريان الحياة المرهق من التلوث وانحسار مائه فلا حول له ولا قوة!؟ ولا ننسى أن ننوه بالشركات الداعمة للندوة التي اقتصر دعمها على لافتات جميلة هي دعاية لها أكثر من دعم للبيئة.. وحتى نعطي صورة عن الواقع البيئي نبين أن هناك خمسة جرائم بيئية ترتكب وتهاجم المنطقة الشرقية عموماً ودير الزور خصوصاً وهي:

• المياه المتجرثمة وليست الملوثة فقط.. مياه الشرب أو النهر أو المياه الجوفية التي غارت.
• مخلفات النفط والمعامل والصرف الصحي والصرف الزراعي والمبيدات والأسمدة.
• الجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة.
• الواقع الصحي والعجاج ومشتقاته.
• الإهمال الكبير والفساد من أصغر المستويات إلى أعلاها.

وإذا أضفنا إلى كل ذلك الفقر والواقع المعيشي السيئ.. وما يعانيه المواطنون نتيجة الواقع البيئي واضطرارهم إلى استجرار كميات أكبر من الكهرباء والماء.. تكون النتيجة الموت والفناء في المدى القريب!!
وأخيراً نطالب ونرفع الصوت عالياً.. أبناء الجزيرة والفرات هم أبناء الوطن، وليأت المسؤولون وليلتقوا مع المواطنين وجهاً لوجه في بيوتهم وأحيائهم وحقولهم وليس في الصالات المكيفة والفنادق الفخمة، حتى أن معاون أحد الوزراء لم تعجبه استراحة المحافظة، ونزل في فندق فرات الشام ذي النجوم الخمسة فكلف الجهة الإدارية نصف ميزانيتها، ولم يفدنا بشيء من زيارته، ووجبة واحدة لآخر ومرافقيه كلفت رواتب خمس عائلات في شهر.. كما نطالب أن تتحمل شركات النفط المنتج من المنطقة كامل قيمة كهرباء وماء المنطقة بدل أن يذهب قسم منه في جيوب المتعهدين والمستثمرين والفاسدين!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
409