عاشت المدارس المهنية! (ثانوية النقل البري بعدرا نموذجاً)

هناك آلاف الطلاب الناجحين في امتحانات شهادة التعليم الأساسي كل عام، لا تسعفهم علاماتهم للتسجيل في المدارس العامة،

ما يؤدي لتسرب قسم كبير منهم خارج أسوار العملية التعليمية كلياً، لاعتقادهم أن مستقبلهم الدراسي قد تلقى ضربة في الصميم، دون أن يتحمس معظمهم للتسجيل في المدارس المهنية المنتشرة بكثرة في أنحاء البلاد. والحقيقة أن هذا الاستنتاج الشائع شعبياً لأسباب مختلفة خاطئ كلياً، وربما يأتي في مقدمة المناخات السلبية التي تبدأ بتكسير معنويات الطلاب أصحاب المجاميع القليلة وجعلهم عرضة لليأس والإحباط، ويؤدي بهم في المحصلة، وقد هجروا الدراسة، لبقاء مداركهم وخبراتهم وبنيانهم المعرفي في مستويات متدنية.
فالمدارس المهنية، وخصوصاً في هذه المرحلة، تعد خياراً جيداً وواعداً للطلاب، وتتيح للباحثين عن فرصة أخرى أملاً متجدداً في إثبات جدارتهم، كما تتيح للمتفوقين دراسة جامعية في فروع قد لا يحلم طلاب الثانوية العامة بها.

ونسوق في هذا الإطار مثالاً حياً هو ثانوية النقل البري بعدرا، فهذه الثانوية التي تعد من المدارس المهنية المتميزة، حيث تدرّس كهرباء وميكانيك وإلكترون السيارات، تتيح كل عام لـ 3 %  من طلابها دراسة الهندسة في الجامعات الحكومية، كما تتيح لـ 3 %  آخرين الدراسة في معاهد مختلفة، وهذه النسبة باتت بشكل أو بآخر توازي النسبة (غير المعلنة) التي تؤمنها المدارس العامة لطلابها، والفرق أن هذه المدرسة المهنية المليئة بالكوادر التعليمية الجيدة تعلّم المتخرج منها في كل الأحوال مهنة عصرية تؤمّن له فرصة عمل أكيدة تساعده على تأمين مستوى معيشي لائق مادياً واجتماعياً.
لا شك أن هناك نسبة صغيرة من أولياء أمور الطلاب يستطيعون تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة.. ولكن الأغلبية الساحقة منهم غير قادرين على تحمل نفقاتها.. لهؤلاء (الأغلبية) نقول: عليكم بالمدارس المهنية.. ولا تدعوا أبناءكم يتوقفون عن تحصيل العلم.. فمهما جرى سيبقى العلم أفضل استثمار للخلاص من الفقر والتخلف..

معلومات إضافية

العدد رقم:
416