كيف تُرى جامعة البعث بدون هيلوكوبتر؟!

لا يمر يوم دون أن نسمع عن الآمال المعقودة حول الشباب، ومصيرهم، ويبني الكثيرون عالماً جميلاً حول مستقبلهم في الخطب والتصريحات والصور الإخبارية التي تبث في المناسبات، لكننا إن واجهنا الواقع ستنهار كل هذه الآمال تماماً أمام صورة تختلف عن جماليات الأبنية الخارجية التي تصور بعضها من طائرات الهوليكوبتر وتعرض في المناسبات.

 فمعاناة طلبة الجامعات كثيرة ومليئة بالمشاكل تبدأ بالمكان وتنتهي بمعاملة الأساتذة للطلبة، فضيق المساحة القادرة على استيعاب الطلبة الذين يتوافدون بكثرة على الجامعات من الأزمات التي بدأت تفرض نفسها بقوة وبالأخص في جامعة البعث في حمص وبالتحديد كلية الآداب والتربية، فيضطر أكثر من نصف الطلاب لأن يتابعوا محاضراتهم وقوفاً، طيلة مدة المحاضرة والتي قد تصل إلى ساعتين كاملتين، وهذا من الأمور التي من المؤكد أنها ستؤثر على الاستيعاب، دون أن نغفل أثر الازدحام في المكان على التواصل بين الأساتذة والطلبة.
في نفس الوقت أمام هذا الكم الكبير من الطلاب بدأت تظهر العديد من المشاكل المتعلقة باستعارة الكتب اللازمة من أجل حلقات البحث الدراسية التي يقوم بها الطلاب، تبدأ بشح الكتب المتوفرة وتنتهي بالمعاملة الرديئة التي يتلقاها الطلاب من الموظف المسؤول عن هذه المكتبة، والذي يبدأ دوامه في الساعة الحادية عشرة -يتخللها استراحة للعمل المرهق الذي يقوم به-. وبينما يضطر الطالب لأن ينتظر الموظف وقتاً طويلاً فإنه مدرك أنه لن يستطيع استعارة أكثر من كتابين ليوم واحد، وفي هذا كرم مبالغ فيه، والأمر لا ينطبق على الجميع فالبعض تبقى الكتب بحوزتهم وقتاً طويلاً، بينما يقف البعض الآخر في طوابير بانتظار الحصول على الكتب.
أما المشكلة الأهم فتكمن في تعامل الأساتذة، بشكل متعالٍ بهزء واستخفاف بالطلبة (مع مِنيّة(، فكيف للطالب أن يصدق كلمة واحدة أو صورة واحدة مما يعرض على الشاشات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
166