هدايا ترابية للعام الجديد

 هدية رأس السنة هذا العام لم تكن ككل عام وربما هي ليست هدية العام الجديد بل ختام العام الماضي لإغلاق صفحة وفياته التي تضخمت بحروب الأعدقاء الأمريكان.

 ولكن هديتنا هذه المرة ليست أمريكية أي كما استمتع جيراننا الأفغان بالشطائر الأمريكية «اللايت» بل هي «وطنية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وتحديداً دمشقية الهوية، حيث دفن ثلاثة من عمالنا تحت تراب الوطن في نفق الفيحاء الذي مازال العمل جارياً فيه حتى هذه اللحظة.
سقط أولهم وهو يحتفل بعيد الفطر السعيد لأن منفذي النفق تجاهلوا تدعيم جدران النفق أثناء الحفر (رغم أن هذا التدعيم ملحوظ بالعقد(!
وسقط الاثنان الآخران بعدما ازداد ضغط السير على حوافي حفرية النفق وضغط على التربة السطحية المشبعة بمياه الصرف الصحي المتسربة من خط مطري (استعمله البعض للصرف الصحي رغم وظيفته المطرية في المخطط(.
وبعد سقوط هؤلاء (ولولا سقوطهم لما استيقظنا) يجري الآن تدعيم النفق بشكل مغال بعدما تم إيقاف السير (الذي كان من الصعب إيقافه سابقاً(!!!
وأشارت التقارير الهندسية لدراسة التربة بأنها كونفلوميرا متماسكة مما يعني نظرياً أنه من المستحيل أن تنهار ولكن أحداً لم يخطر بباله أن الطبقة السطحية هي عبارة عن أرض ناتجة عن تراب ردم حفريات سابقة وتربة زراعية ورطبة بسبب أنبوب الصرف الصحي (سابقاً) أي أنها ليست متماسكة عند تعرضها لضغط السير الكثيف!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
166