«أدرينالين» المدير العام يشرد عمال نقل حمص!!

صدر قرار اللجنة  الإدارية (رقم 7، تاريخ 13/8/2003) والقاضي بحل فرع النقل التابع للشركة العامة للبناء بحمص، على أن يتم تشكيل لجان لتوزيع موجوداته وعماله بين فروع الشركة الباقية، وقد حصرت القرارات اللازمة لتشكيل اللجان جميع أعضاء اللجان بالإدارة العامة فقط، وقبل الدخول في مناقشة القرار لوضع الجميع أمام الصورة الحقيقية لأسباب الصدور، نؤكد بأن سبب إصدار هذا القرار يعود لخلاف ما بين المدير العام، ومدير هذا الفرع البائس،  ولما لم يستطع المدير العام إبعاد مدير الفرع قام بحل الفرع بأكمله:

من الأعلى إلى الأسفل:

لفرع النقل قصة تستحق التسجيل، فقد تشكل الفرع مع بداية الاستثمار الوطني لمناجم الفوسفات في نهاية ستينات القرن المنصرم، وكان قد قام بنقل عشرات ملايين الأطنان من الفوسفات إلى ميناء التصدير، وإلى مناطق التصدير الأخرى مثل تركيا ولبنان، و… هذا الأسطول البالغة عدد آلياته 230 شاحنة كبيرة،  وتشكلت لدى عماله وسائقيه خبرات كبيرة في صيانة واستثمار الآليات بأقل التكاليف. وبعد بناء  الخط الحديدي الواصل بين مكامن الفوسفات قرب تدمر ومركز التصدير في بانياس، تحولت مهام هذا الأسطول إلى نقل الفوسفات لمراكز التصدير للدول المجاورة، ثم عمل على نقل المواد الرئيسية الأخرى كالرمل الزجاجي والقمح وغير ذلك من المواد الاستراتيجية.

فصل هذا الفرع عن شركته الأم وألحق بالشركة العامة للبناء كفرع مستقل دون سبب علمي معروف، واستطاع الفرع خلال سنوات عمله الماضية المساهمة بزيادة إيرادات هذه الشركة بشكل ملحوظ، ولكن الإهمال والنهب المستمر وآلية العمل البيروقراطي التي منعت من استيراد قطع التبديل اللازمة من الإطارات وغيرها، وكذلك الضغوط الكبيرة التي مورست من شركات النقل الخاص وشركائهم المتنفذين في الدولة، أدى كل ذلك إلى تراجع جدي في إنتاجية الفرع انتهاءً بقرار حله. والقرار هذا سيبعثر عمال الفرع في مناطق ومحافظات عديدة في سورية أولئك العمال الذين يعاني أغلبهم من أمراض مهنية وأعمارهم تقترب من سني التقاعد.

نشوة الانتصار:

لقد طالبت النقابات بمستوياتها المختلفة إدارة هذه الشركات بالرجوع عن قرارها والحفاظ على العمال في مدينتهم، لكن إدارة الشركة لاتزال تنتشي بانتصارها على مدير الفرع. والسؤال هو: ماذا تريد إدارة الشركة من هذا الدمج؟

هل تريد القضاء على واحد من شركات القطاع العام بدلاً من دعمها وتجديد نشاطها؟ علماً أن طاقة النقل في سورية أقل من حاجة المواطن، هي تتسع لنشاطات القطاع العام والخاص إذا ما التزم القطاع الخاص بشروط التنافس الشريف، أو أنها تريد تسريح 268 عاملاً لاستقدام متعهدين ثانويين؟

■ لماذا الشركة مستعجلة إلى هذا الحد في بعثرة الفرع وبيع آلياته.

■ لماذا هي مستعجلة لممارسة دور الوسيط في عملية بيع موجوداته للقطاع الخاص..؟

■ لماذا هي مستعجلة في بعثرة العمال، في بعثرة أموال الدولة؟

ألأن (سوء التفاهم) مابين المدير العام ومدير الفرع، وصل إلى درجة لن يستطيع فيها السيد المدير العام ضبط أدرينالينه؟

 

كان على العمال أن يهدؤوا من أعصاب مديرهم لئلا تتناثرهم الرياح…