ماذا تقول يا صاحبي؟ لقمة العيش
■ صباح الخير… هانحن نلتقي المرة تلو المرة عبر خطوط المواصلات في طريقنا إلى العمل، نتبادل التحية وأطراف الأحاديث معبرين عن مشاعرنا نطلق أسئلة تشغل البال ونجيب عن أسئلة تطرح علينا.
■■ لكن هذه اللقاءات لاتتعدى الدقائق المعدودة ثم نفترق كل إلى عمله… ومع ذلك فهي جزء هام في قنوات الصلات بين الناس وكما قيل: الناس بالناس وللناس.
■ الصلات هي نسيج العلاقات الاجتماعية وشكلها المباشر الواضح، وهي تنشأ وتتوثق في مجالات العمل والدراسة والنشاط.. وأمتن هذه العلاقات تلك التي يكونها ويشدها الشعور بالمصير المشترك.. وهي تتأثر لأنها من نتاج واقع الناس بهذا الواقع.. وعندما تكون الحالة المعيشية في حدود الاكتفاء ومافوقه ينفسح المجال أكثر لعلاقات أوسع وأقوى وأطيب بين الناس لما فيه من خير للأفراد والمجتمع.
■■ أوافقك الرأي.. ولكن وللاسف الشديد ليس للغالبية الساحقة من أفراد المجتمع متسع من الوقت والقدرة لتلبية حاجاتهم الإنسانية الطبيعية.. وسط وضع اقتصادي صعب ومعاناة قاسية لاتترك فرصة حتى للتنفس واسترداد القوة اللازمة لمواصلة العمل.
■ إن ذلك لم يأت عرضاً، وإنما هو حصيلة سياسة سعت وبأساليب مختلفة ومدروسة إلى إنهاء مكتسبات الشعب التي صنعها بنضاله وتضحياته عبر عقود طويلة.. فساعات العمل الثماني أصبحت مفتوحة حتى أواخر الليل دون أن تستطيع توفير حد الكفاف لأكثر العاملين بأجر.. ووراء ذلك كله ماتعرض ويتعرض له الشعب والدولة من نهب وفساد تمارسه الشرائح الطفيلية وشركاؤها من البيروقراطيين.
■■ إذن والحالة هكذا كيف يتحقق طموح الناس المشروع لتأمين عيش كريم يصون حياتهم ويريح نفوسهم ويعيد البسمة لثغور أطفالهم؟!!
■ هذا هو الواجب الوطني الهام الذي يعادل الواجب المقدس في الدفاع عن الوطن والذي يستوجب أول مايستوجب توفيرالحد الأدنى لمعيشة مقبولة تنأى بإنساننا عن أن يكون رقماً مهمشاً في حلبة صراع مرير.. وذلك برسم خط أحمر يحدد الحد المطلوب لهذا المطلب العادل ينص عليه الدستور ولايسمح بتجاوزه.. شأن خطوط حمراء يمنع المساس بها.. فماذا تقول يا صاحبي؟!!
■ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.