دردشات رسالة اعتذار

في جمهورية taisey vous كانت تصدر صحيفة (الجبل الأشم) التي أكتب فيها زاوية معتادة، تخلفت عنها ذات مرة، فأرسلت الرسالة التالية إلى رئيس التحرير اشرح فيها أسباب تخلفي.

تحية طيبة وبعد:

لقد كتبت، إن ترهل الرشوة واستشراء الفساد واللجوء إلى الواسطات والمحسوبيات والاستثناءات والنفوذ الشخصي، والتلاعب بنتائج مسابقات التوظيف، وما رافق ذلك من نهب القطاع العام وسلبه، والإثراء غير المشروع، جاءت نتيجة ضعف المراقبة والمحاسبة، بسبب القوانين الاستثنائية. عفواً بل نتيجة استغلالها لغير الأهداف التي فرضت من أجلها، فأدت إلى.. وإلى..

القلم حرن في يدي، حماستي لجمت، وأفقت من استرسالي على ظلال كلبشة وسياط مرتسمين أمامي على القرطاس. فشطبت كل ماكتبت بسرعة خشية أن يقودني ذلك إلى سين وجيم.. وقلت لأبدأ من جديد، فكتبت:

كل حكم قاس هو فاسد بالضرورة، ويصح العكس أيضاً، لأن المتسلطين على مقاليد الأمور، لايستطيعون نهب وسلب ثروات البلاد وخيراتها، قبل سلب حرية الشعب. وكما يرتبط بؤس الشعب وإفقاره بالحكم الجائر، فإن التطور والازدهار في شتى المجالات، وتأمين حياة كريمة للشعب، مرتبط بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون، التي تعطيه حق المراقبة والمحاسبة، والشعور بوجوده ودوره في حياة بلده.

من هنا جاءت القيمة المثلى للحرية والديمقراطية، كأعلى وأغلى شعار، ناضلت وتناضل الشعوب المضطهدة، وتقدم التضحيات الجسام، في سبيل تحقيقها والفوز بها، لأن السلطات ابقى؟....

مرة أخرى تجمد القلم في يدي وعادت الظلال السابقة تتراقص أمامي على القرطاس أكثر قتامة من سابقتها، تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.. ثم تذكرت رسماً كاريكاتورياً للشهيد الراحل ناجي العلي، يقول له حنظلة وهو يكتب:

> مقالك عن الديمقراطية عجبني كتير... شو عمتكتب لبكرا؟

<< عمبكتب وصيتي.

فعدت إلى شطب كل ماكتبت. ولهذا تخلفت عن كتابة زاويتي.. عذراً... وإلى عدد قادم.

■ عبدي يوسف عابد

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.