بلدية البوكمال.. من المراوحة إلى التقهقر
لم يبق على انتخابات الإدارة المحلية سوى ما يقارب السبعة عشر شهراً، وهو ما يعني أنه فات من عمر مجالس المدن العاملة على امتداد ساحة البلاد ما ينوف عن العامين ونصف، وأصبح يمكن أن نسأل القيمين عليها: ماذا فعلتم؟
في البوكمال القصية، تعاقب على رئاسة مجلس المدينة خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أربعة رؤساء، والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً وربما معظم من جاء قبلهم، الساحة العامة فقط!! هم الجميع الوحيد ساحة صغيرة نسبياً يشغلها باعة الخضار والفواكه، وهكذا أصبحت الساحة حقل تجارب.. ومع ذلك استعصت عليهم الحلول حتى من جهة إيجاد مكان بديل للباعة المتواجدين فيها..
فمع تنوع الحلول المقترحة صرفت أموال طائلة كلها ذهبت سدى، تارة على الصيانة، وتارة على الأرصفة، وتارة على التجميل، وأخيراً على التزفيت، دون أي أحساس بالمسؤولية، وما تزال العلة علة، والطبيب الله..
الآن تقوم البلدية بعملية تزفيت لبعض الشوارع الواقعة في مركز المدينة ومنها الشارع العام، بعد أن تم قشط الشارع، بل وحفره بعمق لا يقل عن /30 سم/ وهو ما نتج عنه ظهور عيوب في شبكة الصرف الصحي، وأدى إلى تحول الشارع إلى بحر من المياه الآسنة، فشبكة الصرف الصحي التي نفذت منذ أقل من ثلاث سنوات والتي كتبنا عنها سابقاً في عهد رئيس مجلس المدينة في الدورة الماضية، كانت سيئة التنفيذ بامتياز، وقد قام عدد من الأهالي بإبلاغ رئيس مجلس المدينة الحالي بضرورة إصلاحها وصيانتها بشكل جيد قبل القيام بعملية التزفيت، لأن أي عملية تزفيت لهذه الشوارع قبل عملية إصلاح شبكة الصرف الصحي تعتبر باباً من أبواب الفساد ومساهمة مقصودة في التبذير وهدر المال العام، وقد وعد رئيس مجلس المدينة بتلافي هذا الخطر، لكن ما نراه على أرض الواقع عكس ما سمعناه.. وعمليات التزفيت جارية على قدم وساق..
لذلك فنحن في قاسيون، نطالب بالكشف الفوري عن شبكة الصرف الصحي في جميع شوارع المدينة وإجراء إصلاحات جذرية لها قبل تزفيتها لأن الأمر أصبح يهدد بكارثة بيئية وقوعها أصبح قاب قوسين أو أدنى..
إن تنفيذ هذا المطلب بات من الأولويات، لا أن يبقى الاهتمام والتفكير بالساحة العامة فقط، فشوارع المدينة سيئة عموماً، وهي تعج بالفضلات التي تهدد صحة المواطن وخاصة في ظل انتشار وباء مرض الكوليرا وأنفلونزا الخنازير في مدن وبلدان قريبة من مدينة البوكمال، علماً أن أحياء كثيرة مازالت شوارعها بلا تزفيت، لأنها على ما يبدو تقع بعيداً عن أنظار المسؤولين الذين يزورون المدينة في العام مرة أو مرتين فقط، ولكن سكان هذه الأحياء وشوارعها من الفقراء والعمال العاطلين عن العمل والذين لا حول لهم ولا قوة..
أخيراً يجب التأكيد أنه لا بد من الاهتمام بأحياء المدينة جميعها بقدر واحد من المساواة في التخديم، فهل يبدأ رئيس مدينة البوكمال بخطوة عملية تكون خيراً من دزينة برامج لا طائل منها؟