قضايا الفساد.. الفاسدون.. خبرات مذهلة! اتحاد للفاسدين .. ولم لا؟
أؤيد بقوة الاقتراح الداعي لتشكيل اتحاد أو جمعية عامة للفاسدين في سورية، وأؤيد بقوة وضع نظام داخلي للعلاقات داخل الاتحاد أو الجمعية حماية للفاسدين ودفاعاً عن مصالحهم أسوة بباقي الاتحادات والجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق أعضائها.
وأؤيد بقوة، أن ترد التراتبية في مواد النظام الداخلي لاتحاد الفاسدين، باعتبار أن أساطين الفساد لم يهبطوا من سماء صافية بل جاؤوا بعد خبرة متراكمة، أهلتهم للاستمرار في مواقع معينة مستفيدين من خبرتهم في فن البلف والتحايل على القانون، والتحايل على المواطن العادي قبل غيره.
أؤيد بقوة إنشاء اتحاد للفاسدين، فهم خير من خبر واستفاد من الثغرات، وخير من استفاد من الثقافة الشعبوية السائدة، حيث الجميع منهم رواد في لي عنق القانون دون أن يئن تحت أيديهم، بينما يئن المواطن فقط، ويسلم أمره لله.
أؤيد بقوة إنشاء اتحاد للفاسدين، وقد امتاز بعضهم في اختبار التجارب، وعركته سبل المماحكات الطائلة ليخرج منتشياً منتصراً على حساب المواطن و(الغلابى) من أبناء سورية.
أؤيد قيام اتحاد للفاسدين، بخاتم مسجل لدى وزارة الشؤون الاجتماعية حفاظاً على حقوق الفاسدين الذين لو قيض للبعض منهم أن ينشئ جامعة للفساد لتفوق، وخرج منها دفعات لمن يحمل شهادة " أستاذ بروفسور ذو كرسي في الفساد "، وبالعامية " شيخ النصابين " و "شيخ المحتالين".
وفي هذا الصدد فان الراشين والرائشين والمرتشين و"حويصة" الفاسدين المتعالين أعضاء طبيعيين في الاتحاد، يرافقهم غالبية أعضاء مجالس إدارة الجمعيات السكنية الذين تحولوا إلى عصابة تتفوق على أسوأ مكتب عقاري في نهب المواطن، فحولوا الجمعيات السكنية إلى بازار ومزراب للمال الحرام. وهاكم المثال الأول :
رئيس إحدى الجمعيات التعاونية السكنية في جبل قدسيا، جاء إلى وظيفته ولم يكن يملك ثمن بنطال، وتم تعيينه على شهادة الكفاءة في وظيفته قبل عقدين من الزمن، وبسبب من فهلويته تمكن من الزحف ليصل إلى رئاسة الجمعية التعاونية السكنية في مجال عمله، وبعد عقد ونصف من الزمن أصبحت حصيلته المعلنة: (20) تكسي عمومي (نعم عشرين تكسي عمومي)، (14) شقة سكنية بأسماء أولاده وعائلته، ومحضر كامل له في الجمعية بمساحة تقارب 350 متراً مربعاً، ونواة شركة تجارية تعمل بين المحافظات، وعلى حد تعبيره " الله ببارك في التجارة " وأخو أخته من "يسجل ملاحظة على عملنا"، هذا بالرغم من خضوع المذكور للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش قبل فترة من الزمن، فاستطاع على حد تعبير البعض أن " يمزط " وأن يعود إلى سلوكه كما عادت حليمة لعادتها القديمة، وأن يتابع مع مجلس إدارته صلاة الحاضر الجماعية في صالون الجمعية أمام الحضور. وكما قال البعض فان لسان حاله يردد بدلاً من "الله أكبر" مفتتحاً الصلاة بقوله "الله أقبض". وعند الشكوى لرئيس الاتحاد التعاوني بدمشق أثناء وجود خلل في إحلال العضوية مع مشتر أخر، فان لسان حاله يقول: "مقلب وأكلته" وليس لنا علاقة.
في المثال الثاني، نتوجه إلى السيد وزير الداخلية، ونناشده تدخلوا، حتى يرحمونا في فرع جوازات وهويات فلسطين في عين كرش، فالعاملون هناك من إدارة الهجرة من مساعدين وأدنى، يتعاملون بالرشاوى وعلى المكشوف، ومن يجادلهم فالويل له، وأقل شيء يتمثل في تعطيل المعاملة والاتهامات و … وباعتباري عربية سورية ومتأهلة من عربي فلسطيني أعاني وأكابد ما يكابده زوجي عند متابعة أمور أبنائنا في السجلات المدنية.
ونعود للقول، إن دعوتنا لتشكيل اتحاد للفاسدين، يمثل دعوة لتعرية وعزل ومكافحة آفة الفساد والفاسدين، وإعادة الاعتبار للقانون الذي يتم خدشه على يد الفاسدين، وإعادة الاعتبار للصورة الحقيقية الناصعة للشعب العربي السوري في معركته القومية من أجل وطننا في الجولان وفلسطين.