قضايا الفساد.. مقدمة للمحرر
أصبحت كلمة «الفساد» ومشتقاتها نجمة الإعلام المسموع والمقروء والمرئي من دون منازع، يتلفظ بها المثقف والسياسي والمسؤول الحكومي والحزبي، والنقابي وغيرهم في كل مناسبة... فهذا يربطها بكلمة (مكافحة) والآخر يرفع الوتيرة أكثر ويضع قبلها كلمة (محاربة)، ويتفنن آخرون بقتل وذبح وسلخ جلد اسم الفاعل منها بمفرده وجمعه، أي: الفاسد.. والفاسدين.. وهكذا..
والمضحك المبكي في المسألة أن بعض هؤلاء الذين تلعلع أصواتهم في تعريف الفساد والإفساد والهجوم على الفاسدين والمفسدين بشراسة السباع، يؤكد تاريخهم القريب والبعيد (ولا أحد ينسى)، أنهم كانوا وما يزالون أرباباً في السلب والنهب والاعتداء على الأموال العامة والخاصة وتخريب المنشآت والعقول والأخلاق وتهريب الثروات إلى البنوك الخارجية وذبح الاقتصاد الوطني..
وإنه لمن العجب العجاب في هذه المعمعة، أن أحداً من فرسان المنابر، لم يبادر (عدا في التصريحات الرنانة والخطب العصماء، واللقاءات المتلفزة) للقيام بأية خطوة جدية أو بعيدة المدى في هذا الاتجاه..
أما المتضررون الحقيقيون من هذا الوباء القاتل، ومخلصو النية في وضع حد له، فلا أحد يلتفت لنداءاتهم وتحذيراتهم، وبعضهم فقد الأمل كلياً من متابعة السير في هذا الطريق، خاصة وأن بعض الجهات التي يفترض بها أن تعطي التراخيص وتسهل الشروع بهذا المشروع الوطني – الاستراتيجي ماتزال تتلكأ وتتباطأ..
ولعل هذا ما دفع بعض الأقلام للسخرية المؤلمة والتندر، وإليكم عينة من هذه المقالات..