الانتخابات التشريعية ومدى توفر المؤهلات المطلوبة بالمشرّع المطلوب للمرحلة المعاصرة
1ـ لاشك أن التشريع في الوقت الحاضر وخاصة في ظل العولمة والاتحادات والتكتلات الاقتصادية والتحالفات العسكرية، والأزمات الدولية.. الخ يعتبر مهمة صعبة وخطيرة تحتاج ضمنا، فيما تحتاج إليه، إلى الكثير من المؤهلات التي يتطلبها الوضع العالمي والعربي والقطري الجديد، وكيفية التأهل التشريعي للتعامل مع المعطيات العلمية والتقنية والمعلوماتية المعاصرة، و اكتساب شهادات الآيزو ، والدخول في منظمة التجارة الدولية.. الخ.
2. هذا وإن المواطن الشريف بشكل عام، وممثل الشعب بشكل خاص، ينبغي برأينا أن تتوفر فيه مؤهلات متميزة، تميزه عن آلاف الآخرين الذين سيمثلهم في مجلس الشعب ،لينطق ويشرّع باسمهم، ويلزمهم وربما لفترات طويلة، بقوانين ملزمة ذات تأثيرات ونتائج إيجابية للجميع على مستوى الوطن بشكل عام، وعلى مستوى المحافظة التي يمثلها بشكل خاص..
3. وأولى المواصفات التي ينبغي توفرها بالمرشح المعاصر لتمثيل الشعب هي برأينا، ليس الملاءة النقدية، ونصب الخيام و فتح المضافات، وإقامة االموالد والمهرجانات، وإملاء الشوارع بالصور واللافتات الملونة.. الخ بدون أن يصاحب كل ذلك ورقة عمل انتخابية واحدة تبين طموحات هذا المرشح أو ذاك، لمطالبته بتنفيذه فيما إذا نجح...
4. وإنما المواصفات التي يجب أن تتوفر فيه بالدرجة الأولى، برأينا هي:
آـ مدى نظافة اليد، ومنطقية التحليل، ونقاء الضمير، والإهتمام بالجماهير، كل الجماهير لزيادة وعيها والقضاء على أميتها وتخلفها، ورفع مستوى ثقافتها، وتحسين ظروفها الحياتية والاقتصادية، ومحاربة الفساد، والتشظي، والتصدي لذلك، ومحاسبة المسيئين للمجتمع أيا كان موقعهم..
بـ ـ مدى تفهم طبيعة المرحلة الاجتماعية والاقتصادية (القطرية والعربية والدولية .)
جـ ـ مدى الفهم للقوانين الإقتصادية العامة، والخاصة وكيفية تفعيلها للاستفادة منها، في ظل العولمة.
د ـ مدى القدرة على إيقاف نزف العقول المبدعة إلى الخارج، واستعادة من هم خارج البلاد، للعودة والمساعدة في تطوير برامج التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتقني والاقتصاد المعرفي، ورفع سوية المناهج العلمية التدريسية وخاصة التطبيقية منها، وتشجيع الترجمة من الآداب الأجنبية، والاستفادة من حضارات وتجارب الآخرين التشريعية والعلمية والتقنية والتقدمية، الاقتصادية والاجتماعية... الخ.
هـ ـ مدى القدرة على تفعيل الثورة العلمية/التقنية /المعلوماتية في حياتنا، والسعي اللازم لخلق المجتمع الرقمي في كافة المجالات، ابتداء من الأدنى بترقيم الشوارع والبيوت والمكاتب والمؤسسات والعاملين في الخدمة العامة، وانتهاء بالمقرات والأقسام في الجامعات العادية والموازية والمفتوحة والافتراضية… الخ
و ـ مدى القدرة على التخلص من القوانين المعيقة للتطور، وخلق الثورة التشريعية اللازمة وتحقيق العدالة الضريبية لتقليل الفوارق بين الطبقات… الخ.
زـ المطالبة بتأمين صحيفة يومية في كل محافظة، لرصد كل يوميات المحافظة والإشارة إليها، لإطلاع ذوي القرار والجهات المختصة عليها، لتصويب الخطأ في حينه وتكريس الصواب والاستزادة منه، ماأمكن..
حـ ـ السعي لفتح (جامعة) أو (مركز جامعي لعدة كليات) في كل مركز محافظة (أو): العمل لبناء وحدات سكنية جامعية كافية في الجامعات الأربع القائمة، بحيث تكفي لاستيعاب بدون استثناء كل طالب تقدم للسكن فيها من طلاب أبناء المحافظات العشر اللاجامعية، وبسعر الكلفة أو قريبة من الكلفة
ط ـ مدى القدرة على إدارة الأزمات والإختناقات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، و كيفية التصدي لحل مشكلة البطالة وخاصة الشبابية منها بتشغيل الشباب العاطل عن العمل بخلق مواضيع العمل الجماعية /الاستثمارية /الإنتاجية اللازمة في مجالات كثيرة، والتي يمكن ذكر منها التالي على سبيل المثال، لاالحصر:
آ- تحسين وضع الطرق المواصلاتية في القطر بتعريضها حيث يجب، ووضع الشاخصات المرورية/الطرقية الكافية على كل مفارق الطرق بدون استثناء، وردم الحفر حيث وجدت..
ب - إجراء حملة تشجير وتحريج شاملة تجعل من كل سورية واحة خضراء بكل معنى الكلمة، وخاصة جوانب الطرق، لخلق الظلال الملطّفة للسفر والمجمّلة للبيئة والمفيدة اقتصاديا وغذائيا وبيئيا، وكذلك تشجير البادية بالأشجار المناسبة لبيئتها، ولاسيما المناطق غير المشجرة في منطقة خط المطر الأول..
جـ - العمل على مد خط حديدي مواز للخطوط الحديدية /المفردة القائمة، استعدادا لما بعد البترول..
د- العمل على تصنيع وإضافة قيمة مضافة كبيرة على إنتاج القطر من المواد الزراعية الطبيعية المنتجة بدون تلوث مثل:إنتاج الزيتون، وذلك بتعبئة الزيتون الأخضر والأسود وكذلك زيت الزيتون بالعبوات المناسبة حجما وشكلا ولونا.. الخ، وإيجاد الأسواق التصديرية الملائمة والكافية، وتسويقها في الوقت المناسب..
هـ- وكذلك الأمر مع الحمضيات، بالعصر والتعبئة «والأمبلاج» المعاصر والحفظ المناسب ومن ثم التسويق المناسب بالتصدير في الوقت المناسب وبالأسعار المناسبة.
و- كذلك تصنيع القطن الخام في أنسجة وألبسة قطنية «وتي شيرتات» مطلوبة عالميا وبأسعار مجزية.. والكف عن تصدير القطن الخام نهائيا.
ز - وذلك ينطبق على المنتوجات الأخرى من التبغ والبترول والفوسفات.. الخ الخ.
ح - بناء السدود الكافية للحؤول دون وصول نقطة مطر واحدة من مياه الأمطار العذبة إلى البحر بدون الإستفادة اللازمة منها.
ط- نقل كميات كبيرة من رمال البادية (بالقطارات) إلى الشاطئ المتهتك، للتعويض عن الرمال المسروقة منه فيما مضى، وتنظيف شاطئ البحر من الأوساخ والملوثات الضارة بالبيئة والسياحة.. الخ وإلزام أصحاب السفن الجانحة بترحيلها، أو عرضها لبيعها بالمزاد العلني كخردة حديد، والعمل على جعل كل ساحل البحر مفتوحا أمام كل الجماهير السورية بدون استثناء، للتمتع بمنظر البحر، والهواء النقي، و لحظات مغيب الشمس، وهواية صيد السمك بالسنارة، ورياضة المشي على الكورنيش... وتركيب أدواش عامة /حرّة في موسم الصيف/ ليقدر كل إنسان أن يتنعم بمتعة سباحة البحر وإجراء الدوش بعد ذلك بكل سهولة (بدون الحاجة لامتلاك أو استئجار شاليه على البحر) ورصف كورنيشات المدن الساحلية بالبلاط الملائم وإنارتها بالشكل الصحيح تشجيعا للسياحة الداخلية والخارجية... الخ.
ولاشك أن كل ماتقدم يصب في خدمة ومصلحة كل المواطنين بدون استثناء، ويسرّع في اكتمال البنية التحتية اللازمة، وفي حرق المراحل لتطوير البلاد اجتماعيا واقتصاديا..
ي- أما إذا كان المرشح للتمثيل يسعى لخدمة مصالحه الخاصة ومصالح من يلوذ به فقط.
على المبدأ المكيافيلي (الغاية تبررالوسيلة)، فيعني ذلك أن المراوحة في المكان ستستمر إلى أن يأتي المرشح /الممثل الكفء الذي يسعى لخدمة المصلحة العامة بالدرجة الأولى.. ويفضلها على مصلحته الشخصية..
■ أ. د. اسماعيل شعبان
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.