سيول قطنا تفضح مشاريع بنيتها التحتية
شهدت محافظة ريف دمشق في الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ، أمطاراً غزيرة، أدت إلى صدمة لدى الجهات المسؤولة في المحافظة. الصدمة جاءت نتيجة لاندفاع السيول المائية والطينية والتي جرفت معها الحجارة الكبيرة، إذ وصل وزن بعضها إلى 500كغ، ووصولها إلى الأودية، ومن ثم قطعها لطرق رئيسية، وهو ما حصل بين قطنا ودروشا، ودخولها إلى منازل المواطنين مما أدى إلى أضرار مادية، هذا غير الأضرار الكبيرة التي لحقت بمساحات زراعية قدرها بعض المهتمين بأكثر من ألف دونم.
أما في مدينة قطنا فقد زاد الطين بلة مداهمة مياه الصرف الصحي لعدد من المنازل، وأكثر المتضررين كان منزل الأستاذ محمد حيدر أقدم رئيس بلدية في قطنا، إذ غمرت مياه الصرف الصحي منزله نتيجة انفجار إحدى فتحات الصرف الصحي قبالة منزله، وقد وصل ارتفاع المياه السوداء إلى أكثر من نصف متر، وأعاد السيد حيدر السبب إلى التنفيذ السيئ لمشروع الصرف الصحي والإشراف السيئ، وكذلك الاستلام السيئ.
كذلك غمرت المياه مستودع الأدوية في مستوصف قطنا الرئيسي، وبعض المنازل، وجرت في شوارع المدينة في كشف واضح للخلل في تنفيذ مشاريع البنية التحتية.
أما كيف عالجت بلدية المدينة الخلل، فلقد أرسلت ثلاثة عمال مزودين بالفؤوس والرفوش إلى موقع انفجار ريكار الصرف الصحي، وعند سؤال المواطنين عن سيارة الإطفاء كانت الإجابة أنها معطلة، مع العلم أن في مدينة قطنا فوج إطفاء برئاسة نقيب و17 جندي إطفاء، مع ذلك تمت الاستعانة بسيارات من داريا والمعضمية.
هذا وتثير هذه المفاجأة المطرية مجموعة أسئلة عن مستوى تنفيذ مشاريع البنية التحتية، من صرف صحي، وكذلك شبكة المياه الجديدة التي كلفت عشرات الملايين يتجنب القائمون على وحدة المياه فيها ضخ المياه عن طريقها بسبب عدم جاهزيتها وتسرب المياه إلى شوارع المدينة عند حدوث فائض في الضخ، وهذا ما شهدته السنة الفائتة. كذلك هناك تساؤلات عدة عن أسباب استلام الشبكة رغم مساوئها، إضافة إلى مشروع الصرف الصحي لحي (الباسل) الذي أدت حفره الفنية في العام الماضي إلى جائحة يرقان، حيث تجاوزت الإصابات حينها 1000 إصابة رغم تكتم الجهات الصحية في ريف دمشق وتجاهلها للمشكلة، وما يلحق من تحديد حرمة رأس النبع الذي يروي المدينة.