الرقابة على اللحوم مفقودة..وكل نعجة معلقة من كرعوبها!!
■ المواطن يأكل يومياً لحوماً غير نظامية وخارج أي رقابة
■ 42 خروفاً مذبوحاً لمئة وخمسة عشر ألف نسمة.
■ بعض التجار يزوّرون الأختام النظامية ويهرّبون الخراف إلى الأردن.
المواطنون في شهر رمضان يلاحظون أن الرقابة الصحية والمالية على اللحوم مفقودة، فكل لحام يبيع بالسعر الذي يفرضه هو، كما أن المواطن لا يعرف المصدر الحقيقي الذي يشتري منه البائع.
فللحم مصادر متعددة، ونوعيات متعددة، وأسعار متعددة.. ويبدو أن مايعانيه سكان دمشق يعانيه سكان مدن أخرى ولنأخذ مثالاً على ذلك مدينة درعا: بلغ عدد الخراف المذبوحة في مدينة درعا في المسلخ البلدي منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر العاشر منه (12429) خروفاً، وبحسبة بسيطة يمكن القول بأن استهلاك مدينة درعا من لحم الضان ـ الخراف ـ يبلغ نحو 42 خروفاً يومياً، وإذا قارنا هذا الاستهلاك بعدد سكان مدينة درعا البالغ عددهم 115 ألف نسمة، ويقابلهم عدد من القصابين يبلغ 200 قصاب يبيعون اللحم، فهل يعقل أن تستهلك المدينة 42 خروفاً مذبوحاً في المسلخ البلدي فقط لا غير؟!
بالطبع لا، فالمواطن يأكل يومياً لحماً غير نظامي، وخارج أي رقابة أو إشراف صحي، ومع ذلك تشاهد يومياً مئات الذبائح المعلقة على واجهات دكاكين اللحامة بدرعا، وهي ممهورة بالختم الأحمر النظامي، وتجري الآن عمليات التحايل من قبل بعض البائعين الذين يجمعون بين أجزاء من الخروف الذكر أجزاء أخرى من جسد نعجة. لإظهار أن الذبيحة خروف ذكر، كما أن الأختام التي تختم على الذبائح تختم في أماكن الذبح داخل البيوت، من قبل عملاء لهم في المسلخ، أو عن طريق تزوير الأختام النظامية، وذلك علماً أن ذبح رأس الغنم بالمسلخ البلدي، أي رسم الذبح، يكلف القصاب 25 ليرة سورية بينما لو تم الذبح خارج المسلخ، لدفع القصاب أكثر، وتنطبق الحالة نفسها على العجول.
وفيما لو تساءلنا عن الذبائح المخصصة لاستهلاك المدينة، فستعبر الخراف الحدود السورية الأردنية مهربة، بينما لم نكمل سؤالنا، وبينما يأكل المواطنون أسوأ أنواع اللحوم وبأسعار مرتفعة.