تظاهرة دمشق في يوم فلسطين
عشية ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني من عام 1947 شهدت دمشق مساء الثامن والعشرين من الشهر الماضي تظاهرة جماهيرية حاشدة شاركت في الدعوة إليها والمشاركة فيها منظمة دمشق للحزب الشيوعي السوري واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين حيث انطلقت من شارع أبي رمانة في العاصمة وصولاً إلى ساحة الشهيد يوسف العظمة (المحافظة) مروراً بالشوارع وبعض الأسواق الرئيسية.
لا للتهديدات الأمريكية!
وكما في كل مناسبة وطنية أو احتجاجية توسعت الشعارات والهتافات التي رددها ورفعها المتظاهرون من مختلف الأعمار والاتجاهات السياسية من التعبير عن السخط إزاء ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت نير الاحتلال الاسرائيلي بجرائمه المتواصلة منذ أكثر من 55 عاماً في ظل عجز عربي ودولي متنام، إلى رفض التهديدات التصعيدية الأمريكية ضد الشعب العراقي وشعوب المنطقة العربية بالتالي، مروراً بإعلان الاستعداد لبذل النفس دفاعاً عن كرامة الوطن وسيادته الوطنية في وجه المشاريع الصهيونية الأمريكية مع دعم الانتفاضة الفلسطينية وصمود أهل جنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم وغزة وكل المدن الفلسطينية…
/ارحل ارحل يا صهيوني/… /قاوم قاوم يا فلسطيني/… /القدس تناديكم.. القدس عروس عروبتكم/.. /لن نتنازل عن ذرة تراب واحدة/… /لا بديل عن حقوق عودة اللاجئين وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس/… /بالأمس فلسطين واليوم العراق وسورية فمن غداً؟/… / البارحة تقسيم فلسطين واليوم تقسيم العراق/.. /أما آن للجرح الفلسطيني أن يوقظكم حكاماً ومحكومين/.. /درب الألف ميل يبدأ بإحراق علم اسرائيل/… كانت تلك بعضاً من الشعارات والهتافات واللافتات التي رددها وحملها مئات المتظاهرين تحت رايات مختلفة ارتفع فيها عالياً العَلمان السوري والفلسطيني في حين تم إحراق العلم الأمريكي أكثر من مرة تحت أقدام المحتجين…
المجتمع الدولي المتفرج!
والجدير ذكره أن التظاهرة التي شارك فيها متضامنون أجانب أيضاً واكبها حضور لا بأس به من جانب بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية حيث عرض التلفزيون السوري في نشرته الليلية تقريراً عن المناسبة والفعالية الاحتجاجية في حين عرضت الصحف السورية ووكالة سانا أخبارها في اليوم التالي، وكان أبرز ما فيها تصريح لافت لمتظاهر أجنبي التقطت قاسيون منه: أن أياً من القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي لم تكن تمتلك الحق في عام 1947 بالتصرف بالأراضي الفلسطينية دون موافقة السكان الفلسطينيين (…) وإن المجتمع الدولي يكتفي بأخذ مواقع المتفرجين على ما تشهده الأراضي الفلسطينية من فظائع على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.