يحدثونك عن الجامعة حوار هاتفي

■ المكان: مدينة القامشلي.

■ الزمان: بُعيد صدور نتائج المفاضلة الجامعية الأولى.

 هنا بيت الصحفي (ةة..)؟!.

■■ نعم:

 من أنت؟

■■ أنا طالبة مجتهدة ـ حصلت على أكثر من 225 درجة في الشهادة العلمية للعام 2002، ولم يتم قبولي في ـ الفرع الذي طالما حلمت به منذ أن كنت طفلة صغيرة، معتمدة بذلك على جهودي الشخصية دون أن يتواطأ على مساعدتي أحد أثناء الامتحانات..

 أي فرع كنت تحلمين به

■■ الطب البشري..

لقد قررت إنني لو قبلت في هذا الفرع، وأصبحت طبيبة، أن أعالج كل الفقراء بشكل مجاني، أن أكون طبيبة الفقراء، وابنتهم، لأنني أعرف كيف أن عدم امكان أهلي في معالجتي بسبب ظروفهم الاقتصادية السيئة أدى إلى تضاعف المرض، وتحوله إلى التهاب سحايا، وها أنا أدفع ضريبة ذلك.

 وما رأيك بالجامعات المفتوحة والتعليم الموازي… الخ..

■■ إنها جاءت انقاذاً لأبناء الأغنياء والمسؤولين، هذه الجامعات ليست لنا، أنت عموماً ما رأيك.

 يا بنيتي ـ أصارحك القول ـ إنك الآن وغيرك من طلابنا أبناء هذا الوطن تدفعين ثمن خطأ لا علاقة لك به، هذا الخطأ هو عدم وجود سياسة تعليمية حقيقية في بلادنا بغرض أن يتم الاستيعاب الحقيقي لهذه الكفاءات الموجودة، أن التخرج السنوي لطلابنا من الجامعات وفي ظل عدم وجود خطط اقتصادية وخطط عمل… صائبة.. أدى إلى تراكم هذه الكفاءات، الأمر الذي جعل الوزارات المعنية تتصرف على مبدأ سياسة الأمر الواقع، فلا يتمّ قبول الطالب المتفوق في الفرع الذي يرغب فيه.

■■ ولكن عمو بعض زميلاتي وزملائي ممن حصلوا على معدلات أقل مني سيتم قبولهم في الفروع التي يرغبون فيها كونهم شبيبيين إذ تُعطى لهم على الحساب ما بين درجة واحدة إلى 25 درجة… بل وأكثر ربما… كما يقال.

 يا بُنيتي… «هسّ» أخشى أن يكون «الخطّ مراقباً»…!

■■ لا. أنا سأحكي كل شيء، أسألك عمو!:

 الوزير الذي قرر أن تكون علامة الطب 232 درجة فما فوق هل حصل على مثل هذه الدرجة أيام زمانه»؟

■■ أي وزير

 وزير الصحة مثلاً.. ثم هل أن وزير التعليم العالي مطالب بأن يكون مجموع علاماته عالياً جداً أيضاً.. وهل ستؤخذ الدرجات العالية بعين الاعتبار عند تشكيل أي وزارة مقبلة، وأتحدى أن يكون في مجلس الوزراء كله من حصل على مثل هذه العلامة.

■■ لا أدري كيف وجدتني أنزلق وأقول لها بدوري:

وأي رئيس مجلس وزراء أيضاً يا بنيتي!!

بيد أنني سرعان ما أقفلت الخط.. خارجا ًمن الغرفة.. بينما رنين جرس الهاتف مستمر ويستمر….

أي تشابه بين أحد شخوص الحوارية والواقع.. غير مقصود هذه المرة.. اقتضى التنويه..

 

■ عامر الأخض