الليل واحد والفساد أنواع
أن يتنفس المواطن أو أن يتنشق الهواء، عليه أن يدفع رسم رفاهية لوزارة المالية العتيدة، هكذا هي الأمور على ما يبدو. والأمثلة كثيرة... رسم الرفاهية على السيارات، والهاتف الأرضي، والخليوي، وأخيراً وليس آخراً رسم رفاهية على المسافر وعلى شحن الطرود والبضائع والحوالات وذلك وفق أحكام المرسوم رقم 44 لعام 2005 وتعليماته الواردة في الفقرة السادسة والسابعة من الجدول رقم 2 الملحق بالمرسوم.
فكل حكومات العالم تسعى لتوفير وزيادة رفاهية شعوبها ومواطنيها إلا حكومتنا، فما نخشاه أن يصبح هناك رسم رفاهية على كل مواطن يضحك أو يبتسم أو (.....) فهل مثل هذه المراسيم والرسوم وما تحصله وزارة المالية هو معكوس أو سوف ينعكس على مستوى معيشة المواطن؟ ومن هو المتضرر من كل ذلك سوى أصحاب الدخل المحدود وصغار الكسبة وطابور الفقراء الذي هو في ازدياد مستمر والذين لاحول لهم ولاقوة؟؟
إن وزارة المالية تسعى لزيادة غلتها بشكل دائم، ولا يستفيد من كل المراسيم والقرارات سوى كبار الحيتان إذ يحصلون في النهاية على ما يريدونه على شكل حوافز ومكافآت بالملايين، ليتم التبرع بقسم ضئيل منها لخزينة الدولة لتلميع الصورة كما هي العادة.
إذ ماذا يعني أن تتحول مكاتب نقل الركاب إلى أكشاك لبيع الطوابع ليتم لصقها على أرومات البطاقات وتقدم ببيانات رسمية للدوائر المالية؟ هل أصبح السفر يحتاج إلى معاملة وطابع خاص به؟ ما هذا التضييق على المواطن ولخدمة من؟ بأي تجربة اقتدت وزارة المالية في هذا التصرف أم أن وراء الأكمة ماوراءها وفي الأمر إن وبنات عمتها وخالتها وعشيرتها؟؟!
ما هكذا تورد الإبل يا وزارة المالية، كثيرة هي القرارات التي صدرت وكانت دائماً تصب في غير مصلحة المواطن. لقد تحولت هذه الوزارة إلى شبح مخيف للمواطن يراوده في صحوه ونومه، فهل المواطن ضيف في هذا الوطن أم سائح عابر؟ أم أن المواطن هو الوطن وللوطن؟
إن المواطن في هذا الوطن ما عاد يعرف أين يلتفت ولا يعرف إلى أين تسير به المصائب المتلاحقة، وبأي اتجاه هو والوطن يسيران. وسوف نظل نقول: تبقى كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
■ البوكمال ـ تحسين الجهجاه