لكي لا تطغى الأمية المعلوماتية..
يعود تاريخ دخول الإنترنت إلى سورية، كغيرها من دول غرب آسيا إلى أواسط التسعينات من القرن الماضي، إلا أن استخدامه تأخر عند المواطن السوري لكونه تكبل بقيودٍ ثقيلة وتكاليف عالية يصعب تحملها.
وبعد تخفيضات وتسهيلات طال انتظارها للاشتراك بالشبكة والاستفادة منها كوسيلة تواصل متطورة وذات تكاليف متوسطة، قدّمت "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" مقسماً خاصاً بمحافظة الحسكة، وتم متأخراً أي بعد عام 2001، وهذا التاريخ – كما يعرف الجميع - يحكم على من يجهل المعلوماتية، أنه أمّي. وما يزال المقسم الخاص بالمحافظة مرتبطاً بمقسم دير الزور، وهذا ما يجعل سرعة نقل البيانات ـ المعلومات ـ ضئيلة نظراً لدخول أكثر من محافظة على المقسم نفسه، حيث من المعروف أن الخطوط الرائجة في سورية هي خدمة الـ "Dial-up " أي عبر الهاتف.
وبعد دراسة بسيطة تبين أن مدينة القامشلي هي أكثر المناطق ندرة في شراء معدات الكمبيوتر من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، فلذلك، ولأسباب أخرى تم إحداث مقر للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في القامشلي، وبعدها دخل كمنافس وقاهر لأسعارـ الكافي نت ـ الموجودة في المدينة حيث سعر الساعة " 40 " ليرة سورية ، وخط " ِADSL " بسرعة " 1 " ميغا بايت.
ويعاني أبناء هذه المدينة من ندرة الدورات المتقدمة في مجال البرمجة، اللهم إلا بعض المساعي الفردية الفقيرة، لغاية قيام بعض الطلبة العائدين من الخارج بالعودة والعمل ضمن نطاق معين وإتباعهم سياسة "احتكار المعلومة، أو سرية المعلومة" متجاهلين والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بأن المعلومة ملك الجميع.
والسؤال الذي يطرح نفسه بجدارة: ماذا بشأن إعداد كوادر تستطيع تغطية الدورات التعليمية في كل المدن السورية وإنشاء جيل معلوماتي؟
فائق اليوسف