عاجل جداً . . . البوكمال خارج التغطية!

العالم اليوم، في عصر المعلوماتية والتقانة، عصر انتشار الخبر بسرعة مذهلة، أصبح قرية صغيرة. لكن على ما يبدو أن مدينة البوكمال ما تزال في معزل عن هذه القرية العالمية، وخارج إطار التغطية..

ما يهم المدينة وأهلها يبقى بعيداً عن مسمع المسؤولين وأصحاب القرار، كون آذانهم صماء أو أغلقت عن سبق قصد وإصرار.

فمدينة البوكمال، هذا التجمع السكاني الكبير والذي وصل تعداده إلى أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة ويزيد، حالهم مثل حال بقية التجمعات السكانية في سائر مناطق البلاد، يعانون من مشاكل لا حصر لها، لكن ما سنعرضه في هذه العجالة، هو مشكلة كيفية وآلية الحصول على وثيقة «لا حكم عليه».. فأبناء المدينة في هذه الحالة هم أمام خيارين لا ثالث لهما وأحلاهما مر.

فإما أن يدفعوا إلى معقبي المعاملات خمسمائة ليرة سورية (ويمشّوا حالهم)، أو يضحوا بيوم عمل ويقطعوا مسافة 260 كم ذهابا ًوإياباً إلى دير الزور وبمائة وعشرين ليرة سورية أجرة سفر، مع دفع المعلوم طبعاً وهدر الزمن، ناهيك عن باقي المصاريف الأخرى، وقد لا يحصلون في هذه الحالة على الوثيقة المطلوبة في اليوم نفسه، وبالتالي العودة بخفي حنين!

أما إذا أراد المواطن الحصول على جواز سفر فالأمر أعقد من ذلك بكثير ويكون الدفع مضاعفاً أكثر، وبما أننا في عصر المعلوماتية، فما المانع من ربط هذه المدن بمراكز المحافظات عبر شبكة الكمبيوتر، ونكون قد خفضنا الضغط على المراكز ورفعنا عن كاهل المواطن الكثير من التعب والمعاناة.. أم أن في الأمر إن وأخواتها وبنات خالتها؟؟

فالسفر من البوكمال مثلاً إلى دير الزور أصعب من السفر إلى الكونغو لتعاسة الطريق الذي شبع ترقيعاً وصيانة خلبية، فلو جُمعت المبالغ التي صرفت لصيانته وإعادة تزفيته في عام 2005 فقط، لوجد المرء أنها تكفي لشق طريق أتوستراد بأحداث المواصفات..

والسؤال المطروح هنا: هل الغاية من أعمال الصيانة تغطية مصروف أولاد البعض؟؟ إذ لا يكاد يمر عام دون أن تجري هذه الصيانة، ومع ذلك فهذا الطريق لا يصلح أن يكون سوى طريق زراعي ولسبب بسيط. فعلى طرفي الطريق تقع جميع قرى مدينة البوكمال وناحية العشارة ومدينة الميادين وتوابعها من حقول زراعية وقطعان الأغنام والأبقار والكلاب الشاردة والحمير السائبة التي لا يحلو لها النوم وإثبات أنها حمير سوى وسط الطريق!! فكم حادث يقع في العام الواحد وكم مسافر لقي حتفه أو أصبح ذا عاهة، ولاحياة لمن تنادي. والنتيجة أنه بالفعل كل شيء ارتفع سعره في هذه البلاد إلا الإنسان فقيمته في هبوط مستمر.

وخلاصة القول: تبقى كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

 

■ تحسين الجهجاه ـ البوكمال.