لِمَ .. هذا الفرق؟

الوحدة الوطنية في سورية تعني وحدة التراب والأرض والشعب والتعايش القومي بين العرب والأكراد يُضرب بها المثل في ذلك، ولكن عندما نفاجأ من هنا وهناك ونرى التمييز بين هذا وذاك، نقول بأن هذه الوحدة مجرد أقاويل للضحك على الشوارب ولتغشيش الرأي العام الداخلي والخارجي، ومن المؤسف أن تردد الجرائد الرسمية في البلاد هذه المقولة بنسختها المنقوصة، وذلك أن الوحدة الوطنية ليست مجرد أقاويل وكتابات على الورق والجدران، إنما هي وقائع عملية وفعلية يرتكز عليها استقرار البلد وأمنه.

فقد صدر منذ فترة قانون تحت المادة رقم (10) تسمح فيها السلطات، بل وتناشد المستثمرين العرب والأجانب والمغتربين للمجيء إلى البلد لتشجيع الاستثمار في البلد ولتقليل حدة الفقر الذي تعيشه الأيدي العاملة وجزء كبير من الشعب السوري.

والعجب العجاب الذي نلاحظه في هذه المفارقة هو أنه مازال هناك قانون ما يمنع على بعض المواطنين الأكراد تسجيل عقاراتهم بأسمائهم وذلك في منطقة تل أبيض ـ وناحية عين العيسى، التابعتين لمحافظة الرقة وإذا ما اشترى مواطن كردي بيتاً أو محلاً في كلتا المنطقتين لا يسمح له بتسجيل عقاره باسمه، وربما يسمح له بتسجيلها باسم مواطن عربي يقطن في هاتين البلدتين ؟؟؟؟ !!!

ورغم أن أكثرية المواطنين في هاتين البلدتين أكراد، وهم موجدون فيها منذ مئات السنين، إلا أنهم مازالوا محرومين من تلك الحقوق المشروعة بتسجيل عقاراتهم!

فلم هذا التمييز يا إخواني، أفلا يناقض ذلك مقولة ( الوحدة الوطنية، التعايش السلمي الأخوي بين العرب والأكراد في سورية ) أفلا تعرقل المادة المذكورة ذلك؟

نرجو من الجهات المختصة في الدولة حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن قبل أن يختلط الحابل بالنابل، ويستفيد أعداء بلدنا من الثغرات الموجودة، فيتخذوها حجة لضرب الوحدة الوطنية .

وأخيرا للكردي الحق في امتلاك أي بيت، محل، أرض.. وتسجيلها باسمه، كما للعربي وجميع المواطنين، لأن سورية ليست ملكاً لفئة ما دون أخرى إنما هي بلد الجميع وأولهم العرب والأكراد .

■ أبو ريفين

 

عضو هيئة المثقفين الكرد.