إلى متى؟؟؟

1- جرت العادة ان تنظم مسابقات لخريجي الجامعات والمعاهد السورية بين فترة وأخرى لقبول بعض المدرسين .... والسؤال المطروح أولا ما المبرر لقيام المسابقات أصلا ؟ هل هي دليل على عدم الثقة بالجامعات الرسمية؟ أم إن المسابقات هي وسيلة للتحكم بعملية التوظيف على مبدأ قبول أبناء الست وعدم قبول أبناء الجارية؟ وإذا كان هذا حال المسابقات قي عموم القطر فإنها في محافظة الحسكة ذات نكهة خاصة واليكم بعض الأسئلة التي وجهت إلى المتقدمين لبعض المسابقات هذا العام :

هل أنت عربي أم كردي؟

إذا تزوجت وأصبحت أبا هل ستزوج ابنتك لرجل عربي؟

ما موقفك من أحداث آذار في القامشلي؟

وما إلى ذلك من أسئلة تفوح منها رائحة شوفينية يحق للمتقدم أن يستنتج انه متهم سلفا ،وانه أمام لجنة أمنية وليس لجنة تقبل على أساس الكفاءات فقط

2- تقدم طلبة المعهد الرياضي في المحافظة إلى مسابقة للتثبيت، تأخرت النتائج شهرين مع العلم ان الطريقة المتبعة لإجراء المسابقة لاتحتاج إلا إلى ساعتين لإعلان النتائج .. التصحيح كان في دمشق والطلبة الذين حصلوا على الدرجات الأولى في المعهد لم ينجحوا في المسابقة؟!

3- لكي يسجل طفل في الصف الأول الابتدائي في محافظة الحسكة من المكتومين لابد أن يحصل على موافقة المختار ومن ثم البلدية ومن ثم المحافظ طبعا كل هذه الأختام والتواقيع لاتنفع إذا لم تقترن ببركات ( موافقة) الأمن السياسي ..

الذي لابد ان يتأكد إن هذا الطفل ليس هو المسؤول عن هدر المال العام وإفقار أغلبية الشعب السوري, وليس هو المسؤول عن أزمة الأسمنت الأخيرة المفتعلة، وليس هو المسؤول عن الدخان المهرب، وليس هو المسؤول عن الاهتزاز الأخير في الليرة السورية وليس هو المسؤول عن إضعاف الصف الداخلي أمام الهجوم الأمريكي الصهيوني و....... و..... ولله في خلقه شؤووووون؟

ما أوردناه آنفا ممارسات مقيته وهي ليست جديدة والجديد فيها هذه المرة إنها تأتي في مرحلة يجري فيها الحديث عن معالجة مشكلة الإحصاء الاستثنائي ومن أعلى الجهات الرسمية مما يعني منطقيا الكف عن سياسة التمييز القومي والجديد الآخر إنها تأتي بالتوازي مع ظروف الضغط الخارجي اليومي والعادة المتبعة تخفيف ضغط الداخل في مثل هذه الظروف ولكن المتبع هذه المرة هو العكس تماما هنا ثمة أكثر من سؤال يطرح نفسه وبإلحاح:

- من الذي يستطيع أن يتصرف ويقوم بمثل هذه الممارسات التي تتناقض مع ماورد في حوار السيد رئيس الجمهورية مع قناة الجزيرة ومع إحدى توصيات المؤتمر القطري لحزب البعث؟

- لماذا هذا التسخين لإحدى أكثر الملفات الداخلية سخونة (مشاكل الأكراد السوريين) في ظرف من المفترض إن تعالج هذه المسألة لتحصين البيت الداخلي ؟

كل الدلائل والمعطيات تشير إلى انه ليست هناك بوادر إيجابية عملية لحل أية قضية داخلية بالاتجاه الإيجابي بل على العكس تماما هناك دفع باتجاه خلق المزيد من التعقيدات والمشاكل، هل يجري ذلك بعفوية يا ترى أم إن هناك من يمهد الأرض، لمزيد من التوترات الاجتماعية ليظهرها بلبوس قومي مرة ولبوس طائفي مرة أخرى بغية تغييب القضية الأساسية أي مواجهة الضغط الخارجي ونقاط استناده في الداخل (مراكز الفساد)

 

■ القامشلي- مكتب قاسيون