لماذا يا وزارة الصحة؟؟
في إطار خطة لتوفير اختصاصات طبية جديدة تلبي ازدياد متطلبات الاستشفاء العصري المتطور في سورية، قامت وزارة الصحة في العام 2002 باعتماد اختصاص مركب جديد هو: (حروق ـ جراحة ترميمية)، وأتاحت للأطباء البشريين المؤهلين الراغبين بدراسة هذا الاختصاص التقدم للمفاضلة العامة..
وقد تقدم للمفاضلة العامة للعام 2002 ـ 2003 أربعة عشر طبيباً من مختلف المحافظات، دأبوا طوال أربع سنوات (هي مدة الدراسة) لإتمام تأهيلهم والحصول على شهادات تتيح لهم العمل في الاختصاص الذي درسوه، علماً أن منهاجهم كان غنياً ومتشعباً تضمن (استاجات) جدّية في طب الأطفال، عناية عامة، جراحة عامة، إضافة للاختصاص نفسه.
لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت تنتظرهم على أبواب تقدمهم لامتحانات التخرج، فبعد تجاوز الأطباء المتقدمين سنوات الدراسة الأربع بنجاح مثبتين جدارة عالية، تقدموا للامتحان النهائي، فتجاوزوا الامتحان النظري (وهو امتحان كتابي) بنجاح ويسر، ولكنهم في امتحان المقابلة لم ينجح منهم في السنة الأولى سوى أربعة أطباء بشكل أثار استغرابهم، خصوصاً وأن عدم التقدير هذا لإمكاناتهم ومستوى تأهيلهم العالي، تزامن مع أحاديث ومعلومات عن (ندم) أو(تراجع) وزارة الصحة عن فتحها هذا الباب/ الاختصاص..
في كل الأحوال، انتظر الأطباء عاماً آخر، ثم تقدموا مرة أخرى لامتحان التخرج، لكن النتيجة في المرة الثانية كانت أسوأ من الأولى، حيث كانت نسبة النجاح.. صفر بالمائة!!
يذكر أن لجنة الامتحانات التي تعيق تخرج هؤلاء الأطباء مكونة من عدد من الأطباء من وزارتي التعليم العالي والصحة، ومن الخدمات العسكرية، بالإضافة إلى رئيس رابطة التجميل في سورية.
والسؤال مَن مِن هؤلاء يا ترى يعيق تخرج الأطباء ليزاولوا مهنتهم الاختصاصية الفريدة من نوعها في سورية؟!
القضية برسم وزارة الصحة التي ينبغي عليها أن تكون سند الطلاب/الأطباء في هذا الغبن الذي يطالهم، وليس الوقوف مكتوفة اليدين، أو المساهمة في إعاقة تخرج قسم من أبنائها الأكفاء المنوط بهم وضع ما تعلموه في خدمة الوطن والمواطن..